سُورَةُ نُونٍ

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١٠

قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} قِيلَ: " مَنْ يَحْلِفُ بِاَللّه كَاذِبًا "، وَسَمَّاهُ مَهِينًا لِاسْتِجَازَتِهِ الْكَذِبَ وَالْحَلِفَ عَلَيْهِ، وَالْحَلَّافُ اسْمٌ لِمَنْ أَكْثَرَ الْحَلِفَ بِحَقٍّ أَوْ بَاطِلٍ، وَقَدْ نَهَى اللّه عَنْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: {وَلَا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ}.

١١

وقوله تعالى: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ}، يَعْنِي: وَقَّاعًا فِي النَّاسِ عَائِبًا لَهُمْ بِمَا لَيْسَ فِيهِمْ

وَقَوْلُهُ: {مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} يَعْنِي يَنْقُلُ الْكَلَامَ مِنْ بَعْضٍ إلَى بَعْضٍ عَلَى وَجْهِ التَّضْرِيبِ بَيْنَهُمْ وَقَالَ النَّبِيُّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ} يَعْنِي النَّمَّامَ.

وقوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} قِيلَ فِي الْعُتُلِّ: إنَّهُ الْفَظُّ الْغَلِيظُ، وَالزَّنِيمُ الدَّعِيُّ

 وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إسْحَاقَ التُّسْتُرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ إبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ البجلي عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ جَوَّاظٌ وَلَا جعظري وَلَا عُتُلٌّ زَنِيمٌ}، قُلْت: وَمَا الْجَوَّاظُ ؟ قَالَ: " كُلُّ جَمَّاعٍ "، قُلْت: وَمَا الجعظري ؟ قَالَ: " الْفَظُّ الْغَلِيظُ "، قُلْت: وَمَا الْعُتُلُّ الزَّنِيمُ ؟ قَالَ: " رَحْبُ الْجَوْفِ ". آخِرُ سُورَةِ نُونٍ.

﴿ ٠