٩٣

{ كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِٱلتَّوْرَاةِ فَٱتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

١) المطعومات (ما حرّمه اللّه تعالى على بني إسرائيل وحكمها في الإسلام)

(أنا) أبو سعيد، نا أبو العباس، أنا الربيع،

قال:

قال الشافعى: قال اللّه تبارك وتعالى: {كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ} الآيةَ: ؛

قال: {فَبِظُلْمٍ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} ؛ يعنى (واللّه أعلم): طيِّباتٍ: كانت أُحِلَّتْ لهم.

قال تعالى: {وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ وَٱلْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَآ إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ ٱلْحَوَايَآ أَوْ مَا ٱخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ} .

قال الشافعى (رحمه اللّه): الحَوَايا: ما حَوَى الطعامَ والشرابَ، فى البَطْنِ.فلم يَزَلْ ما حرَّم اللّه (عز وجل) على بنى إسرائيلَ -:اليهودِ خاصَّةً، وغيرِهم عامّةً. - مُحرَّماً: من حِينَ حرَّمه، حتى بَعَث اللّه (تبارك وتعالى) محمداً (صلى اللّه عليه وسلم): ففَرضَ الإيمانَ به، وأمَر: باتِّباعِ نبىِّ اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) وطاعةِ أمرِه: وأعلَم خلْقَه: أنّ طاعتَه: طاعتُه؛ وأنّ دِينَه: الإسلامُ الذى نَسَخ به كلَّ دِينٍ كان قبْلَه؛ وجَعَل مَن أدرَكَه وعلِم دِينَه -: فلم يَتّبِعْه. -: كافراً به. ف

قال: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ ٱللّه ٱلإِسْلاَمُ} .وأنزَل فى أهلِ الكتابِ -: من المشركينَ. -: {قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ ٱللّه وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً} الآيةُ، إلى: {مُسْلِمُونَ} ؛ وأمَر: بقتالِهِم حتى يُعطُوا الجِزْيةَ: إن لم يُسْلِمُوا؛ وأنزَل فيهم:{ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ} الآية: . فقيل (واللّه أعلم): أوْزارَهم، وما مُنِعُوا-: بما أحْدَثُوا. - قبلَ ما شُرِعَ: من دِينِ محمدٍ صلى اللّه عليه وسلم.فلم يَبْقَ خلْقٌ يَعقِلُ -: مُنْذُ بَعَث اللّه محمداً صلى اللّه عليه وسلم. -: كِتابىٌّ، ولا وَثَنِىٌّ، ولا حَىٌّ برُوحٍ -: من جِنٍّ، ولا إنْسٍ. -: بَلَغَتْه دعوَةُ محمدٍ (صلى اللّه عليه وسلم)؛ إلاّ قامتْ عليه حُجّةُ اللّه: باتِّباعِ دِينِه؛ وكان مؤمناً: باتِّباعِه؛ وكافراً: بتَرْكِ اتِّباعِه.ولَزِم كلَّ امْرِىءٍ منهم -: آمَن به، أو كفرَ. - تحريمُ ما حرَّم اللّه(عز وجل) على لسانِ نبيِّه صلى اللّه عليه وسلم -: كان مُباحاً قبلَه فى شيء: من المِلَلِ؛ أو غيرَ مُباحٍ. - وإحْلالُ ما أحَلّ عَلَى لسانِ محمدٍ (صلى اللّه عليه وسلم: كان حراماً فى شىء: من المِلَلِ؛ أو غيرَ حراموأحَلَّ اللّه (عز وجل): طعامَ أهلِ الكتابِ؛ وقد وصَف ذبائحَهُم، ولم يَسْتَثْنِ منها شيئاً.فلا يجوزُ أَنْ تَحْرُمَ ذَبِيحةُ كِتابِىٍّ؛ وفِى الذَّبِيحةِ حرامٌ - على كلِّ مسْلمٍ -: مما كان حَرُم على أهلِ الكتابِ، قبلَ محمدٍ (صلى اللّه عليه وسلم). ولا يجوزُ: أنْ يَبقَى شىءٌ: من شَحْمِ البقر والغَنمِ. وكذلك: لو ذَبَحها كِتابىٌّ لنفسه، وأباحَها لمسلم -: لم يَحرُ على مسلم: من شَحْمِ بقرٍ ولا غنمٍ منها، شىءٌ.ولا يجوزُ: أنْ يكونَ شىءٌ حلالاً -: من جِهةِ الذَّكاةِ. -لأحد، حراماً على غيره. لأنَّ اللّه (عز وجل) أباحَ ما ذُكرَ: عامَّةَ لا: خاصَّةً.و هل يَحرُمُ على أهلِ الكتابِ، ما حَرُم عليهم قبلَ محمدٍصلى اللّه عليه وسلم -: من هذه الشُّحُومِ وغيرِها. -: إذا لم يَتَّبِعُوا محمداً صلى اللّه عليه وسلم

قال الشافعى: قد قيل: ذلك كلُّه محرَّمٌ عليهم، حتى يؤْمنوا.ولا يَنْبَغى: أنْ يكونَ محرَّماً عليهم: وقد نسِخ ما خالف دِين محمدٍ (صلى اللّه عليه وسلم): بدِينِه. كما لا يجوزُ -: إذا كانتْ الخمرُ حلالاً لهم. - إلا: أنْ تكون محرّمةً عليهم -: إذ حُرِّمتْ على لسانِ نبيِّنا محمدٍ صلى اللّه عليه وسلم. -: وإن لم يَدخُلوا فى دِينهِ..

﴿ ٩٣