٢٩{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَٰلَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَٰطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٍ مِّنْكُمْ وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ إِنَّ ٱللّه كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } ١) المعاملات (حرمة أكل الأموال غير حق) (أنا) أبو عبد اللّه الحافظُ، أخبرنى أبو أحمدَ بنُ أبى الحسن، أنا عبد الرحمن (يعنى: ابنَ أبى حاتِمٍ)؛ أخبرنى أبى، قال: سمِعتُ يونُسَ بن عبد الأعلى، يقول: قال لى الشافعى (رحمه اللّه) - فى قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنْكُمْ} . - قال: لا يكونُ فى هذا المعنى، إلاَّ: هذه الثلاثةُ الأحكامُ وما عَدَاها فهو: الأكلُ بالباطل؛ على المرء فى ماله: فَرْضٌ من اللّه(عز وجل): لا يَنْبَغِى له التصرُّفُ فيه؛ وشىءٌ يُعطِيه: يريدُ به وجْهَ صاحبه. ومن الباطل، أنْ يقولَ: احْزُرْ ما فى يدِى؛ وهو لك.. وفيما أنبأنى أبو عبد اللّه الحافظُ (إجازةً): أنَّ أبا العباس محمدَ بن يعقوبَ، حدَّثهم: أنا الربيع بن سليمانَ، قال: قال الشافعى (رحمه اللّه): جِمَاعُ ما يَحِلُّ: أنْ يأخُذَه الرجلُ من الرجلِ المسْلمِ؛ ثلاثةُ وُجُوهٍ: (أحدُها): ما وجَب على الناسِ فى أموالِهِم -: ممَّا ليس لهم دَفْعُه: من جِنَاياتِهِم، وجِنَاياتِ مَن يَعقِلُون عنه. - وما وجَب عليهم:بالزَّكاةِ، والنُّذُورِ، والكَفَّاراتِ، وما أشْبَهَ ذلكوثانيها: ما أوْجَبُوا على أنفسِهم: ممّا أخَذُوا به العِوَضَ: من البُيُوعِ، والإجاراتِ، والهبَاتِ:للثّوابِ؛ وما فى معناها.وثالثُها: ما أعطَوْا: مُتَطَوِّعِين -. من أموالِهِم. -: الْتِماسَ واحدٍ من وجهَيْنِ؛ (أحدُهما): طلبُ ثوابِ اللّه.(والآخَرُ): طلبُ الاسْتِحْمَادِ إلى مَن أعطَوْهُ إيّاهُ. وكِلاَهما معروفٌ حسَنٌ؛ ونحن نَرجُو عليه: الثوابَ؛ إنْ شاء اللّه..ثم: ما أعطَى الناسُ من أموالِهِم -: من غيرِ هذه الوُجُوه، وما فى معناها. -: واحدٌ من وجهَيْنِ؛ (أحدُهما): حقٌّ؛ (والآخَرُ): باطلٌ فما أعطَوْه -: من الباطل. -: غيرُ جائزٍ لهم، ولا لَمنْ أعطَوْه وذلك: قولُ اللّه عز وجل: {وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ} .فالحقُّ من هذا الوجهِ-: الذى هو خارجٌ من هذه الوُجُوهِ التى وصَفْتُ. - يَدُلُّ: على الحقِّ: فى نفسِه؛ وعلى الباطلِ: فيما خالفَه.وأصْلُ ذِكْرِه: فى القرآنِ، والسُّنةِ، والآثارِ. قال اللّه عز وجل - فيما نَدَب به أهلَ دِينِه -: {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللّه وَعَدُوَّكُمْ} ؛ فزَعَمَ أهلُ العلم بالتفسيرِ: أنَّ القوَّةَ هى: الرَّمْىُ. وقال اللّه تبارك وتعالى: {وَمَآ أَفَآءَ ٱللّه عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ} .. ثم ذَكَر: حديثَ أبى هُريْرةَ، ثم حديثَ ابنِ عمرَ: فى السَّبْق. وذَكَر: ما يَحِلَّ منه، وما يَحرُمُ. |
﴿ ٢٩ ﴾