٩٨-٩٩

{ إِلاَّ ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُوْلَـٰئِكَ عَسَى ٱللّه أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ ٱللّه عَفُوّاً غَفُوراً }

١) الهجرة (فرضها)فَرْضُ الْهِجْرَةِ

وبهذا الإسناد:

قال الشافعى (رحمه اللّه): ولما فرَض اللّه (عز وجل) الجهادَ، على رسوله (صلى اللّه عليه وسلم): جهادَ المشركينَ؛ بعدَ إذ كان أباحه؛ وأثْخَنَ رسولُ اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) فى أهل مكةَ ورأوْا كثرةَ مَن دَخل فى دينِ اللّه عزوجل -: اشْتَدُّوا على مَنْ أسْلم منهم؛ ففَتَنُوهم عن دينهِمْ، أو: مَنْ فَتَنُوا منهم.

فعَذَرَ اللّه (عز وجل) مَنْ لم يَقْدِرْ على الهجرة -: من المفتُونينَ. - ف

قال: {إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِٱلإِيمَانِ} ؛ وبعث إليهم رسولُ اللّه (صلى اللّه عليه وسلم): أنَّ اللّه (عز وجل) جعل لكم مَخْرَجاً.وفَرَض على مَن قَدَرَ على الهجرةِ، الخروجَ: إذا كان ممن يُفْتَتَنُ عن دِينهِ، ولا يُمْنَعُ. فقال فى رجل منهم تُوُفِّىَ -: تَخَلَّفَ عن الهجرةِ، فلم يُهاجرْ. -: {ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ظَالِمِيۤ أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي ٱلأَرْضِ} الآية: .وأبَانَ اللّه (عز وجل) عُذْرَ الْمُسْتَضْعَفِينَ، ف

قال: {إِلاَّ ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُوْلَـٰئِكَ عَسَى ٱللّه أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ}الآية: .

قال: وي

قال: (عَسَى) من اللّه: واجبة.ودَلَّتْ سنةُ رسولِ اللّه (صلى اللّه عليه وسلم): على أنَّ فَرْضَ الهجرة -: على مَن أطاقَها، - إنما هو: على مَنْ فُتِنَ عن دِينه، بالبلدة التى يُسلِم بها.لأن رسولَ اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) أذِن لقوم بمكةَ: أن يُقِيموا بها، بعد إسلامهم - منهم: العباسُ بن عبد المُطَّلِبِ، وغيرُه. -: إذ لم يخافوا الفِتنةَ. وكان يأمُرُ جيوشَه: أنْ يقولوا لمن أسلمَ: إنْ هاجرْتُم:فلكم ما للمهاجرينَ؛ وإنْ أقمتُم: فأنتُم كأعرابِ المسلمين. وليس يُخَيِّرُهم، إلا فيما يَحِلُّ لهم..

﴿ ٩٨