سورة الاعراف

٢٧

{ يَابَنِيۤ ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }

١) الشهادة (عدالة الشهود)

(أنا) أبو عبدِ الرحمن السُّلَمِىُّ، أنا الحسن بن رَشِيقٍ (إجازةً)،

قال: قال عبد الرحمن بن أحمدَ المَهْدِىُّ: سمِعتُ الربيعَ بن سُليمانَ، يقولُ: سمِعتُ الشافعىّ (رحمه اللّه)، يقول: مَن زَعَمَ -: من أهلِ العَدالةِ. -: أنّه يَرَى الجِنَّ؛ أبْطَلْتُ شَهادتَه -: لأنّ اللّه (عز وجل) يقولُ: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} . - إلاّ أنْ يكونَ نَبيّاً..

٦٥

{ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللّه مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ }

١) حجيّة خبر الواحدفصل فى تثبيت خبر الواحد من الكتاب

(أنا) أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا الربيع ابن سليمان،

قال:

قال الشافعى رحمه اللّه: وفى كتاب اللّه عز وجل دلالة على ما وصفت. قال اللّه عز وجل: {إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ} .

قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ} 

وقال عز وجل: {وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} .

قال تعالى: {وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً} .

قال تعالى: {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً} .

قال تعالى: {وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً} .

وقال جل وعز: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَٱتَّقُواْ ٱللّه وَأَطِيعُونِ} .

وقال تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم: {إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ} .

قال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ} .

قال الشافعى: فأقام (جل ثناؤه) حجته على خلقه فى أنبيائه بالأعلام التى باينوا بها خلقه سواهم، وكانت الحجة على من شاهد أمور الأنبياء دلائلهم التى باينوا بها غيرهم؛ وعلى من بعدهم - وكان الواحد فى ذلك وأكثر منه سواء - تقوم الحجة بالواحد منهم قيامها بالأكثر.

قال تعالى: {وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ ٱلقَرْيَةِ إِذْ جَآءَهَا ٱلْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ} .

قال: فظاهر الحجة عليهم باثنين ثم ثالث، وكذا أقام الحجة على الأمم بواحد؛ وليس الزيادة فى التأكيد مانعة من أن تقوم الحجة بالواحد إذَا أعطاه اللّه ما يباين به الخلق غير النبيين. واحتج الشافعى بالآيات التى وردت فى القرآن فى فرض اللّه طاعة رسوله صلى اللّه عليه وسلم ومن بعده إلى يوم القيامة واحداً واحداً، فى أن علي كل واحد طاعته؛ ولم يكن أحد غاب عن رؤية رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعلم أمر رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم، وشَرَّف وكرَّم) إلا بالخبر عنه. وبسط الكلام فيه.

٧٣

{ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللّه مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللّه لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللّه وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

١) حجيّة خبر الواحدفصل فى تثبيت خبر الواحد من الكتاب

(أنا) أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا الربيع ابن سليمان،

قال:

قال الشافعى رحمه اللّه: وفى كتاب اللّه عز وجل دلالة على ما وصفت. قال اللّه عز وجل: {إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ} .

قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ} 

وقال عز وجل: {وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} .

قال تعالى: {وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً} .

قال تعالى: {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً} .

قال تعالى: {وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً} .

وقال جل وعز: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَٱتَّقُواْ ٱللّه وَأَطِيعُونِ} .

وقال تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم: {إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ} .

قال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ} .

قال الشافعى: فأقام (جل ثناؤه) حجته على خلقه فى أنبيائه بالأعلام التى باينوا بها خلقه سواهم، وكانت الحجة على من شاهد أمور الأنبياء دلائلهم التى باينوا بها غيرهم؛ وعلى من بعدهم - وكان الواحد فى ذلك وأكثر منه سواء - تقوم الحجة بالواحد منهم قيامها بالأكثر.

قال تعالى: {وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ ٱلقَرْيَةِ إِذْ جَآءَهَا ٱلْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ} .

قال: فظاهر الحجة عليهم باثنين ثم ثالث، وكذا أقام الحجة على الأمم بواحد؛ وليس الزيادة فى التأكيد مانعة من أن تقوم الحجة بالواحد إذَا أعطاه اللّه ما يباين به الخلق غير النبيين. واحتج الشافعى بالآيات التى وردت فى القرآن فى فرض اللّه طاعة رسوله صلى اللّه عليه وسلم ومن بعده إلى يوم القيامة واحداً واحداً، فى أن علي كل واحد طاعته؛ ولم يكن أحد غاب عن رؤية رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعلم أمر رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم، وشَرَّف وكرَّم) إلا بالخبر عنه. وبسط الكلام فيه.

٨٥

{ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللّه مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ }

١) حجيّة خبر الواحدفصل فى تثبيت خبر الواحد من الكتاب

(أنا) أبو عبداللّه الحافظ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا الربيع ابن سليمان،

قال:

قال الشافعى رحمه اللّه: وفى كتاب اللّه عز وجل دلالة على ما وصفت. قال اللّه عز وجل: {إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ} .

قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ} 

وقال عز وجل: {وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} .

قال تعالى: {وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً} .

قال تعالى: {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً} .

قال تعالى: {وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً} .

وقال جل وعز: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَٱتَّقُواْ ٱللّه وَأَطِيعُونِ} .

وقال تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم: {إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ} .

قال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ} .

قال الشافعى: فأقام (جل ثناؤه) حجته على خلقه فى أنبيائه بالأعلام التى باينوا بها خلقه سواهم، وكانت الحجة على من شاهد أمور الأنبياء دلائلهم التى باينوا بها غيرهم؛ وعلى من بعدهم - وكان الواحد فى ذلك وأكثر منه سواء - تقوم الحجة بالواحد منهم قيامها بالأكثر.

قال تعالى: {وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ ٱلقَرْيَةِ إِذْ جَآءَهَا ٱلْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ} .

قال: فظاهر الحجة عليهم باثنين ثم ثالث، وكذا أقام الحجة على الأمم بواحد؛ وليس الزيادة فى التأكيد مانعة من أن تقوم الحجة بالواحد إذَا أعطاه اللّه ما يباين به الخلق غير النبيين. واحتج الشافعى بالآيات التى وردت فى القرآن فى فرض اللّه طاعة رسوله صلى اللّه عليه وسلم ومن بعده إلى يوم القيامة واحداً واحداً، فى أن علي كل واحد طاعته؛ ولم يكن أحد غاب عن رؤية رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعلم أمر رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم، وشَرَّف وكرَّم) إلا بالخبر عنه. وبسط الكلام فيه.

١٦٤

{ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً ٱللّه مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }

١) عقائد (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)مَا يُؤْثَرُ عَنْهُ فِى التَّفْسِيرِ، فِى آيَاتٍ مُتَفَرِّقَةٍ،

سِوَى مَا مَضَى

(أنا) أبو عبد اللّه الحافظُ - فى كتابِ: المُسْتَدْرَكِ -: أنا أبو العباس (محمدُ بن يعقوبَ): أنا الربيع بن سليمانَ، أنا الشافعىأخبرنى يَحيَى بنُ سُلَيْمٍ، نا ابن جُرَيْجٍ، عن عِكْرِمَةَ،

قال: دخَلتُ على ابن عباس -: وهو يقرأ فى المصحفِ، قبْلَ أنْ يَذهَبَ بصرُه، وهو يَبكى. - فقلتُ: ما يُبْكِيكَ يا أبا عباس؟ جعلَنى اللّه فِداكَ. ف

قال: هل تَعْرِفُ (أَيْلَةَ)؟ قلتُ: وما (أَيْلَةُ)؟

قال: قَرْية كان بها ناسٌ: من اليهودِ؛ فحرَّم اللّه عليهم الحِيتَانَ: يومَ السَّبْتِ؛ فكانتْ حِيتَانُهم تأتِيهِم يومَ سَبْتِهِم: شُرَّعاً -:بيضٌ سِمَانٌ: كأمثالِ المَخَاضِ. -: بأفْنِيَاتِهم وأبْنِيَاتِهِم؛ فإذا كان فى غيرِ يومِ السبتِ: لم يَجدُوها، ولم يُدْرِكُوها إلاّ: فى مَشَقّّةٍ ومُونَةٍ شديدةٍ؛ فقال بعضهم - أو مَن قال ذلك منهم -: لَعَلَّنا: لو أخَذْناها يومَ السبتِ، وأكَلْناها فى غيرِ يومِ السبتِ.؟! فَفَعَل ذلك أهلُ بيتٍ منهم: فأخَذُوا فَشَوَوْا؛ فوجَد جِيرانُهم رِيحَ الشَّوِىِّ، فقالوا: واللّه؛ ما نُرَى إلاَّ أصاب بنى فُلاَنٍ شىءٌ. فأخَذها آخَرُونَ: حتى فشَا ذلك فيهم فكثُرَ؛ فافتَرقُوا فِرَقاً ثلاثاً: فِرْقةً: أكَلَتْ؛ وفِرْقةً: نَهَتْ؛ وفِرْقةً قالتْ: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً ٱللّه مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً} ؟!.

فقالت الفِرْقةُ التى نَهَتْ: إنَّا نُحَذِّرُكم غَضَبَ اللّه، وعَقابَه: أنْ يُصِيبَكم اللّه: بخَسْفٍ، أو قذْفٍ؛ أو ببعضِ ما عندَه: من العذابِ؛ واللّه: لا نُبَايِتُكم فى مكانٍ: وأنتم فيه. (قال): فَخرَجوا من البُيوتِ؛ فغَدَوْا عليهم من الغَدِ: فضرَبوا بابَ البُيوتِ: فلم يُجِبْهُم أحدٌ؛ فأَتَوْا بسُلَّم: فأسْنَدُوه إلى البُيوتِ؛ ثم رَقَى منهم رَاقٍ على السُّورِ، ف

قال: يا عبادَ اللّه؛ قِرَدَةٌ (واللّه): لها أذْنابٌ، تَعاوَى (ثلاثَ مَرَّاتٍ). ثم نَزَل من السُّورِ: ففَتَحَ البُيُوتَ؛ فدَخَل الناسُ عليهم: فعَرَفتْ القُرُودُ أنْسَابَها: من الإنسِ؛ ولم يَعرِفْ الإنْسُ أنْسَابَها: من القُرُودِ. (قال): فيأتِى القِرْدُ إِلى نَسِيبِه وقرِيبه: من الإنْسِ؛ فيَحْتَكُّ به ويَلْصَقُ، ويقولُ الإنسانُ: أنتَ فُلاَنٌ؟ فيُشِيرُ برأسه - أىْ: نَعَمْ. - ويَبكِى. وتأتِى القِرْدةُ إلى نَسِيبِها وقرِيبِها: من الإنْسِ؛ فيقولُ لها الإنسانُ: أنتِ فُلاَنةٌ؟ فتُشِيرُ برأسِها - أىْ: نَعَمْ: - وتَبكِى فيقولُ لها الإنسانُ: إنَّا حَذَّرْناكُم غضَبَ اللّه وعِقابَه: أنْ يُصِيبَكم:بخَسْفٍ، أو مَسْخٍ؛ أو ببعضِ ما عندَه: من العذابِ..قال ابنُ عباس: واسْمَعْ اللّه (عز وجل) يقولُ: {أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُوۤءِ وَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} ؛ فلا أدْرِى: ما فَعَلَتْ الفِرْقةُ الثالثةُ؟. قال ابنُ عباس: فكمْ قد رأيْنا: من مُنكَرٍ؛ فلم نَنْهَ عنه. قال عِكْرِمَةُ: ألاَ تَرَى (جَعلنى اللّه فِداك): أنهم أنكَرُوا وكَرِهُوا؛ حين قالوا: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً ٱللّه مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً}؟!؛. فأعجَبَه قوْلِى ذلك؛ وأمَرَ لى: ببُرْدَيْنِ غَلِيظَيْنِ؛ فكَسَانِيهِما..

١٦٥

{ فَلَماَّ نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُوۤءِ وَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }

١) عقائد (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)مَا يُؤْثَرُ عَنْهُ فِى التَّفْسِيرِ، فِى آيَاتٍ مُتَفَرِّقَةٍ،

سِوَى مَا مَضَى

(أنا) أبو عبد اللّه الحافظُ - فى كتابِ: المُسْتَدْرَكِ -: أنا أبو العباس (محمدُ بن يعقوبَ): أنا الربيع بن سليمانَ، أنا الشافعىأخبرنى يَحيَى بنُ سُلَيْمٍ، نا ابن جُرَيْجٍ، عن عِكْرِمَةَ،

قال: دخَلتُ على ابن عباس -: وهو يقرأ فى المصحفِ، قبْلَ أنْ يَذهَبَ بصرُه، وهو يَبكى. - فقلتُ: ما يُبْكِيكَ يا أبا عباس؟ جعلَنى اللّه فِداكَ. ف

قال: هل تَعْرِفُ (أَيْلَةَ)؟ قلتُ: وما (أَيْلَةُ)؟

قال: قَرْية كان بها ناسٌ: من اليهودِ؛ فحرَّم اللّه عليهم الحِيتَانَ: يومَ السَّبْتِ؛ فكانتْ حِيتَانُهم تأتِيهِم يومَ سَبْتِهِم: شُرَّعاً -:بيضٌ سِمَانٌ: كأمثالِ المَخَاضِ. -: بأفْنِيَاتِهم وأبْنِيَاتِهِم؛ فإذا كان فى غيرِ يومِ السبتِ: لم يَجدُوها، ولم يُدْرِكُوها إلاّ: فى مَشَقّّةٍ ومُونَةٍ شديدةٍ؛ فقال بعضهم - أو مَن قال ذلك منهم -: لَعَلَّنا: لو أخَذْناها يومَ السبتِ، وأكَلْناها فى غيرِ يومِ السبتِ.؟! فَفَعَل ذلك أهلُ بيتٍ منهم: فأخَذُوا فَشَوَوْا؛ فوجَد جِيرانُهم رِيحَ الشَّوِىِّ، فقالوا: واللّه؛ ما نُرَى إلاَّ أصاب بنى فُلاَنٍ شىءٌ. فأخَذها آخَرُونَ: حتى فشَا ذلك فيهم فكثُرَ؛ فافتَرقُوا فِرَقاً ثلاثاً: فِرْقةً: أكَلَتْ؛ وفِرْقةً: نَهَتْ؛ وفِرْقةً قالتْ: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً ٱللّه مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً} ؟!.

فقالت الفِرْقةُ التى نَهَتْ: إنَّا نُحَذِّرُكم غَضَبَ اللّه، وعَقابَه: أنْ يُصِيبَكم اللّه: بخَسْفٍ، أو قذْفٍ؛ أو ببعضِ ما عندَه: من العذابِ؛ واللّه: لا نُبَايِتُكم فى مكانٍ: وأنتم فيه. (قال): فَخرَجوا من البُيوتِ؛ فغَدَوْا عليهم من الغَدِ: فضرَبوا بابَ البُيوتِ: فلم يُجِبْهُم أحدٌ؛ فأَتَوْا بسُلَّم: فأسْنَدُوه إلى البُيوتِ؛ ثم رَقَى منهم رَاقٍ على السُّورِ، ف

قال: يا عبادَ اللّه؛ قِرَدَةٌ (واللّه): لها أذْنابٌ، تَعاوَى (ثلاثَ مَرَّاتٍ). ثم نَزَل من السُّورِ: ففَتَحَ البُيُوتَ؛ فدَخَل الناسُ عليهم: فعَرَفتْ القُرُودُ أنْسَابَها: من الإنسِ؛ ولم يَعرِفْ الإنْسُ أنْسَابَها: من القُرُودِ. (قال): فيأتِى القِرْدُ إِلى نَسِيبِه وقرِيبه: من الإنْسِ؛ فيَحْتَكُّ به ويَلْصَقُ، ويقولُ الإنسانُ: أنتَ فُلاَنٌ؟ فيُشِيرُ برأسه - أىْ: نَعَمْ. - ويَبكِى. وتأتِى القِرْدةُ إلى نَسِيبِها وقرِيبِها: من الإنْسِ؛ فيقولُ لها الإنسانُ: أنتِ فُلاَنةٌ؟ فتُشِيرُ برأسِها - أىْ: نَعَمْ: - وتَبكِى فيقولُ لها الإنسانُ: إنَّا حَذَّرْناكُم غضَبَ اللّه وعِقابَه: أنْ يُصِيبَكم:بخَسْفٍ، أو مَسْخٍ؛ أو ببعضِ ما عندَه: من العذابِ..قال ابنُ عباس: واسْمَعْ اللّه (عز وجل) يقولُ: {أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُوۤءِ وَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} ؛ فلا أدْرِى: ما فَعَلَتْ الفِرْقةُ الثالثةُ؟. قال ابنُ عباس: فكمْ قد رأيْنا: من مُنكَرٍ؛ فلم نَنْهَ عنه. قال عِكْرِمَةُ: ألاَ تَرَى (جَعلنى اللّه فِداك): أنهم أنكَرُوا وكَرِهُوا؛ حين قالوا: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً ٱللّه مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً}؟!؛. فأعجَبَه قوْلِى ذلك؛ وأمَرَ لى: ببُرْدَيْنِ غَلِيظَيْنِ؛ فكَسَانِيهِما..

٢٠٤

{ وَإِذَا قُرِىءَ ٱلْقُرْآنُ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }

١) الصلاة (قراءة الفاتحة للمقتدي)

قال الشيخ (رحمه اللّه): قرأ فى كتاب القديم (رواية الزعفرانى، عن الشافعى) - فى قوله عزوجل: {وَإِذَا قُرِىءَ ٱلْقُرْآنُ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ} .-: فهذا - عندنا -: على القراءة التى تُسْمع خاصة؟ فكيف ينصت لما لا يسمع؟!.

وهذا: قول كان يذهب إليه، ثم رجع عنه فى اخر عمره،

قال: يقرأ بفاتحة الكتاب، فى نفسه، فى سكتة الإمام. قال أصحابنا: ليكون جامعاً بين الاستماع، وبين قراءة الفاتحة؛ بالسنة؛ وإِن قرأ مع الإمام، ولم يرفع بها صوته -: لم تمنعه قراءته فى نفسه، من الاستماع لقراءة إمامه. فإِنما أُمِرْنا: بالإنصات عن الكلام، ومالا يجوز فى الصلاة.. وهو مذكور بدلائله، فى غير هذا الموضع.

﴿ ٠