سورة الرّعد

٢٠

{ ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ ٱللّه وَلاَ يَنقُضُونَ ٱلْمِيثَاقَ }

١) وجوب الإيفاء بالعقود والمعاهدات

(أنا) أبو سعيد، نا أبو العباس، أنا الربيع، أنا الشافعى،

قال: جِمَاعُ الوَفاءِ بالنَّذْرِ، والعَهْدِ -: كان بيمينٍ، أو غيرِها. - فى قول اللّه تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِٱلْعُقُودِ} ؛ وفى قوله تعالى: { يُوفُونَ بِٱلنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً} .. وقد ذكَر اللّه (عز وجل) الوفاءَ بالعقودِ:بالأيْمانِ؛ فى غيرِ ايةٍ: من كتابِه؛ منها: قولُه عزوجل: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ٱللّه إِذَا عَاهَدتُّمْ}؛ ثم: {وَلاَ تَنقُضُواْ ٱلأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا}الآية: ؛

وقال عز وجل: {ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ ٱللّه وَلاَ يَنقُضُونَ ٱلْمِيثَاقَ} ؛ مع ما ذَكَر به الوفاءَ بالعهدِ.

قال الشافعى: هذا من سَعَةِ لسانِ العربِ الذى خُوطِبَتْ به؛ فظاهرُه عامٌّ على كل عَقْدٍ. ويُشْبِهُ (واللّه أعلم): أنْ يكونَ اللّه (تبارك وتعالى) أراد: أنْ يُوفُوا بكل عَقْدٍ -: كان بيمِينٍ، أو غيرِ يمِينٍ. - وكلِّ عَقْدِ نَذْرٍ: إذا كان فى العَقْدَيْن للّه طاعةٌ، أو لم يكنْ له -فيما أمَرَ بالوفاء منها – معصيةٌ..

٣٧

{ وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللّه مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ }

١) القرآن كتاب هداية

٢) الحث على تعليم أحكام القرآنفصل فيما ذكره الشافعى رحمه اللّه فى التحريض على تعلم أحكام القرآن

(أخبرنا) أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الحافظ رحمه اللّه، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا الربيع بن سليمان؛ أخبرناالشافعى رحمه اللّه فى ذكر نعمة اللّه علينا برسوله صلى اللّه عليه وسلم بما أنزل عليه من كتابه ف

قال: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} ؛ فنقلهم به من الكفر والعمى، إلى الضياء والهدى، وبين فيه ما أحل لنا بالتوسعة على خلقه وما حرم لما هو أعلم به: من حظهم على الكف عنه فى الآخرة والأولى، وابتلى طاعتهم بأن تعبدهم بقول، وعمل، وإمساك عن محارم وحما هموها، وأثابهم على طاعته - من الخلود فى جنته، والنجاة من نقمته - ما عظمت به نعمته جل ثناؤه، وأعلمهم ما أوجب على أهل معصيته: من خلاف ما أوجب لأهل طاعته؛ ووعظهم بالإخبار عمن كان قبلهم: ممن كان أكثر منهم أموالاً وأولاداً، وأطول أعماراً، واحمد آثاراً؛ فاستمتعوا بخلاقهم فى حياة دنياهم، فأذاقهم عند نزول قضائه مناياهم دون آمالهم، ونزلت بهم عقوبته عند انقضاء آجالهم؛ ليعتبروا فى آنف الأوان، ويتفهموا بجلية التبيان، وينتبهوا قبل رين الغفلة، ويعملوا قبل انقطاع المدة، حين لا يعتب مذنب، ولا تؤخذ فدية، و {تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً} .

وكان مما أنزل فى كتابه (جل ثناؤه) رحمة وحجة؛ علمه من علمه، وجهله من جهله.

قال: والناس فى العلم طبقات، موقعهم من العلم بقدر درجاتهم فى العلم به، فحق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم فى الاستكثار من علمه، والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية للّه فى استدراك علمه نصاً واستنباطاً، والرغبة إلى اللّه فى العون عليه - فإنه لا يدرك خير إلا بعونه - فإن من أدرك علم أحكام اللّه فى كتابه نصاً واستدلالاً، ووفقه اللّه للقول والعمل لما علم منه - فاز بالفضيلة فى دينه ودنياه، وانتفت عنه الريب، ونورت فى قلبه الحكمة، واستوجب فى الدين موضع الإمامة. فنسأل اللّه المبتدئ لنا بنعمه قبل استحقاقها، المديم بها علينا مع تقصيرنا فى الإتيان على ما أوجب من شكره لها، الجاعلنا فى خير أمة أخرجت للناس -: أن يرزقنا فهما فى كتابه، ثم سنة نبيه صلى اللّه عليه وسلم وقولاً وعملاً يؤدى به عنا حقه، ويوجب لنا نافلة مزيده. فليست تنزل بأحد من أهل دين اللّه نازلة إلا وفى كتاب اللّه الدليل على سبل الهدى فيها.

قال اللّه عز وجل: {الۤر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ} 

قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ} 

قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} .

قال الشافعى رحمه اللّه: ومن جماع كتاب اللّه ع ز وجل، العلم بأن جميع كتاب اللّه إنما نزل بلسان العرب، والمعرفة بناسخ كتاب اللّه ومنسوخه، والفرض فى تنزيله، والأدب، والإرشاد، والإباحة؛ والمعرفة بالوضع الذى وضع اللّه نبيه صلوات اللّه عليه وسلم: من الإبانة عنه فيما أحكم فرضه فى كتابه، وبينه على لسان نبيه صلى اللّه عليه وسلم؛ وما أراد بجميع فرائضه: أأراد كل خلقه، أم بعضهم دون بعض؟ وَما افترض على الناس من طاعته والانتهاء إلى أمره؛ ثم معرفة ما ضرب فيها من الأمثال الدَّوال على طاعته، المبينة لاجتناب معصيته؛ وترك الغفلة عن الحظ، والازدياد من نوافل الفضل. فالواجب على العالمين الا يقولوا إلا من حيث علموا.

ثم ساق الكلام إلى أن

قال: والقرآن يدل على أن ليس فى كتاب اللّه شيء إلا بلسان العرب. قال اللّه عز وجل: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} . وقال اللّه عز وجل: {وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً} .

قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا} . فأقام حجته بأن كتابه عربى، ثم أكد ذلك بأن نفى عنه كل لسان غير لسان العرب، فى آيتين من كتابه؛ فقال تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} .

قال تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} .

قال: ولعل من

قال: إن فى القرآن غير لسان العرب؛ ذهب إلى أن شيئاً من القرآن خاصاً يجهله بعض العرب. ولسان العرب أوسع الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، ولا يحيط بجميع علمه إنسان غير نبى. ولكنه لا يذهب منه شىء على عامة أهل العلم، كالعلم بالسنة عند أهل الفقه: لا نعلم رجلا جمعها فلم يذهب منها شىء عليه، فإذا جمع علم عامة أهل العلم بها أتى على السنن. والذى ينطق العجم بالشىء من لسان العرب، فلا ينكر - إذا كان اللفظ قيل تعلماً، أو نطق به موضوعاً - أن يوافق لسان العجم أو بعضه، قليل من لسان العرب. فبسط الكلام فيه.

٣٩

{ يَمْحُواْ ٱللّه مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ }

١) النسخفصل فى النسخ

(أنا) أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو العباس، أنا الربيع

قال:

قال الشافعى رحمه اللّه: إن اللّه خلق الناس لما سبق فى علمه مما أراد بخلقهم وبهم، {لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ}  وأنزل الكتاب عليهم {تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ}  و فرض فيه. فرائض أثبتها، وأخرى نسخها، رحمة لخلقه بالتخفيف عنهم، وبالتوسعة عليهم. زيادة فيما ابتدأهم به من نعمه، وأثابهم على الانتهاء إلى ما أثبت عليهم: جنته والنجاة من عذابه. فعمتهم رحمته فيما أثبت ونسخ، فله الحمد على نعمه. وأبان اللّه لهم أنه إنما نسخ ما نسخ من الكتاب بالكتاب، وأن السنة لا ناسخة للكتاب وإنما هى تبع للكتاب بمثل ما نزل نصاً، ومفسرة معنى ما أنزل اللّه منه جملا. قال اللّه تعالى: {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ٱئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَآ أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىۤ إِلَيَّ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}  فأخبر اللّه (عز وجل): أنه فرض على نبيه اتباع ما يوحى إليه، ولم يجعل له تبديله من تلقاء نفسه وفى قوله: {مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ} بيان ما وصفت: من أنه لا ينسخ كتاب اللّه إلا كِتَابهُ كما كان المبتدىءَ لفرضه: فهو المزيل المثبت لما شاء منه (جل ثناؤه)؛ ولا يكون ذلك لأحد من خلقه لذلك

قال: {يَمْحُواْ ٱللّه مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ}  قيل يمحو فرض ما يشاء ويثبت فرض ما يشاء وهذا يشبه ما قيل واللّه أعلم. وفى كتاب اللّه دلالة عليه: قال اللّه عز وجل: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} . فأخبر اللّه (عز وجل): أن نسخ القرآن، وتأخير إنزاله لا يكون إلا بقرآن مثله.

قال: {وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَٱللّه أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ} . وهكذا سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: لا ينسخها إلا سنة لرسُول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. وبسط الكلام فيه.

قال الشافعى: وقد قال بعض أهل العلم - فى قوله تعالى: {قُلْ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ} - واللّه أعلم - دلالةٌ على أن اللّه تعالى جعل لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم، أن يقول من تلقاء نفسه بتوفيقه فيما لم ينزل به كتاباً. واللّه أعلم.

(أخبرنا) أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو العباس - هو: الأصم - أنا الربيع: أن الشافعى رحمه اللّه

قال: قال اللّه تبارك وتعالى فى الصلاة: {إِنَّ ٱلصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً}  فبين رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن اللّه عز وجل تلك المواقيت؛ وصلى الصلوات لوقتها، فحوصر يوم الأحزاب، فلم يقدر على الصلاة فى وقتها، فأخرها للعذر، حتى صلى الظهر، والعصر والمغرب، والعشاء فى مقام واحد.

قال الشافعى رحمه اللّه: أنا ابن أبى فُدَيْك، عن ابن أبى ذئب، عن المقْبُرىّ، عن عبدالرحمن بن أبى سعيد الخدرى، عن أبيه

قال: حبسنا يوم الخندق عن الصلاة حتى كان بعد المغرب بِهُوِىّ من الليل حتى كفينا، وذلك قول اللّه عز وجل: {وَكَفَى ٱللّه ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ} .

قال: فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بلالا، فأمره فأقام الظهر فصلاها، فأحسن صلاتها كما كان يصليها فى وقتها؛ ثم أقام العصر فصلاها هكذا؛ ثم أقام المغرب فصلاها كذلك؛ ثم أقام العشاء فصلاها كذلك أيضاً، وذلك قبل أن يقول اللّه فى صلاة الخوف: {فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً} 

قال الشافعى رحمه اللّه: فبين أبو سعيد: أن ذلك قبل أن ينزل اللّه على النبى صلى اللّه عليه وسلم الآية التى ذكرت فيها صلاة الخوف [وهى] قول اللّه عز وجل: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ ٱلصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ} الآية 

قال تعالى: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ ٱلصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ مَّعَكَ} الآية . وذكر الشافعى رحمه اللّه حديث صالح ابن خَوّات عمن صلى مع النبى صلى اللّه عليه وسلم صلاة الخوف يوم ذات الرِّقَاع. ثم

قال: وفى هذا دلالة على ما وصفت: من أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا سن سنة، فأحدث اللّه فى تلك السنة نسخها أو مخرجا إلى سعة منها -: سن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سنة تقوم الحجة على الناس بها، حتى يكونوا إنما صاروا من سنته إلى سنته التى بعدها -.

قال: فنسخ اللّه تأخير الصلاة عن وقتها فى الخوف إلى أن يصلوها - كما أمر اللّه فى وقتها ونسخ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سنته فى تأخيرها، بفرض اللّه فى كتابه ثم بسنته، فصلاها فى وقتها كما وصفنا

قال الشافعى رحمه اللّه: أنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر - أُراه عن النبى صلى اللّه عليه وسلم - فذكر صلاة الخوف ف

قال: إن كان خوفاً أشد من ذلك: صلوا رجالا وركبانا، مستقبلى القبلة وغير مستقبليها.

قال: فدلت سنة رسُول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، على ما وصفت. من أن القبلة فى المكتوبة على فرضها أبداً، إلا فى الموضع الذى لا يمكن فيه الصلاة إليها، وذلك عند المسايفة والهرب؛ وما كان فى المعنى الذى لا يمكن فيه الصلاة إليها وبينت السنة فى هذا أن لا تترك الصلاة فى وقتها كيف ما أمكنت المصلى.

﴿ ٠