سورة الحج٢٨{ لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللّه فِيۤ أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ } ١) الذبائح (لحوم الهدي وما يجب فيها) (أنا) أبو عبد اللّه الحافظُ، نا أبو العباس، أنا الربيع، قال: قال الشافعى: واجِبُ مَن أهْدَى نافِلةً: أنْ يُطْعِمَ البائسَ الفقيرَ؛ لقولِ اللّه تعالى: {فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ} ؛ ولقولِه عزوجلّ: {فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَانِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ} . والقانِعُ هو: السَّائلُ؛ والمُعتَرُّ هو: الزَّائرُ، والمارُّ بلا وقتٍ.فإذا أطعَمَ: مِن هؤلاءِ، واحداً -: كان من المُطْعِمِينَ. وأحَبُّ إلىَّ ما أكثَرَ: أنْ يُطْعِمَ ثُلُثاً، وأنْ يُهدِىَ ثلُثاً، ويَدَّخِرَ ثلُثاً: يَهْبِطُ به حيثُ شاء. قال: والضَّحَايَا: فى هذه السّبيل؛ واللّه أعلم.. وقال فى كتابِ البُوَيْطىِّ: والقانِعُ: الفقيرُ؛ والمُعتَرُّ: الزائرُ وقد قيل: الذى يتَعَرّضُ للعَطِيَّةِ: منهما.. ٢٩{ ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُواْ بِٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ } ١) الحج (الطواف) (أنا) أبو زكريا بن أبى إسحاق، نا أبو العباس، أنا الربيع، أنا الشافعى: أنا ابنُ عُيَيْنَةَ، نا هشام، عن طاووس - فيما أحسب - أنه قال: الحِجْرُ من البيت. وقال اللّه تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُواْ بِٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ} ؛ وقد طاف رسولُ اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) من وراء الحِجْر.. قال الشافعى - فى غير هذه الرواية -: سمعت عددا - من أهل العلم: من قريش. - يذكرون: أنه تُرك من الكعبة فى الحجر، نحوٌ من ستة أذرع.. ٣٢{ ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ ٱللّه فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ } ١) الذبائح (الضحايا) (أنا) أبو سعيد، نا أبو العباس، أنا الربيع، قال: قال الشافعى (رحمه اللّه): وإذا كانت الضَّحايَا، إنما هو: دمٌ يُتَقَرّبُ به؛ فخيرُ الدماءِ: أحَبُّ إلىَّ. وقد زَعَم بعضُ المفَسِّرينَ: أنَّقولَ اللّه عز وجل: {ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ ٱللّه} -: اسْتِسْمانُ الهَدْىِ واسْتِحْسانُه. وسُئل رسولُ اللّه (صلى اللّه عليه وسلم): أىُّ الرِّقابِ أفْضلُ؟ ف قال: أغْلاها ثَمناً، وأنْفَسُها عندَ أهلِها. قال: والعقلُ مُضطَرٌّ إلى أنْ يَعلَمَ: أنَّ كلّ ما تُقُرِّبَ به إلى اللّه (عز وجل): إذا كان نَفِيساً، فكلَّما عَظُمَتْ رَزِيَّتُه على المُتقَرِّبِ به إلى اللّه (عز وجل): كان أعْظَمَ لأجْرِه.وقد قال اللّه (عز وجل) فى المُتَمَتِّعِ: {فَمَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْيِ} ؛ وقال ابن عباس: فما استَيْسَر -من الهَدْىِ. -: شاةٌ. وأمَرَ رسولُ اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) أصحابَه -: الذين تَمَتَّعُوا بالعُمْرَةِ إلى الحجِّ. -: أنْ يَذبَحُوا شاةً شاةً. وكان ذلك أقَلَّ ما يُجْزِيهم. لأنه إذا أجزأه أدْنَى الدمِ: فأعْلاه خيرٌ منه.. ٣٦{ وَٱلْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِّن شَعَائِرِ ٱللّه لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَٱذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللّه عَلَيْهَا صَوَآفَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَانِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ كَذٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ١) الذبائح (لحوم الهدي وما يجب فيها) (أنا) أبو عبد اللّه الحافظُ، نا أبو العباس، أنا الربيع، قال: قال الشافعى: واجِبُ مَن أهْدَى نافِلةً: أنْ يُطْعِمَ البائسَ الفقيرَ؛ لقولِ اللّه تعالى: {فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ} ؛ ولقولِه عزوجلّ: {فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَانِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ} . والقانِعُ هو: السَّائلُ؛ والمُعتَرُّ هو: الزَّائرُ، والمارُّ بلا وقتٍ.فإذا أطعَمَ: مِن هؤلاءِ، واحداً -: كان من المُطْعِمِينَ. وأحَبُّ إلىَّ ما أكثَرَ: أنْ يُطْعِمَ ثُلُثاً، وأنْ يُهدِىَ ثلُثاً، ويَدَّخِرَ ثلُثاً: يَهْبِطُ به حيثُ شاء. قال: والضَّحَايَا: فى هذه السّبيل؛ واللّه أعلم.. وقال فى كتابِ البُوَيْطىِّ: والقانِعُ: الفقيرُ؛ والمُعتَرُّ: الزائرُ وقد قيل: الذى يتَعَرّضُ للعَطِيَّةِ: منهما.. ٣٩{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ ٱللّه عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } ١) الجهاد (الإذن به) ٢) الجهاد (الأمر به)مُبْتَدَأُ الإِذْنِ بِالقِتَالِ وبهذا الإسنادِ: قال الشافعى (رحمه اللّه): فأُذِن لهم بأحد الجهادَيْنِ: بالهجرة؛ قبل أن يُؤذَنَ لهم: بأنْ يَبْتَدِئوا مشركا بقتال ثم أُذِنَ لهم: بأن يَبْتَدِئوا المشركينَ بقتالٍ؛ قال اللّه عزوجل: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ ٱللّه عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} ؛ وأباح لهم القتالَ، بمعنًى: أبَانَه فى كتابه؛ ف قال: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللّه ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللّه لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ * وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُم}؛ إلى: {وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَٱقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلْكَافِرِينَ} . قال الشافعى (رحمه اللّه): يقال: نزل هذا فى أهل مكةَ -: وهم كانوا أشدَّ العدوِّ على المسلمين. - ففُرِض عليهم فى قتالهم، ما ذكر اللّه عزوجلثم ي قالُ: نُسِخ هذا كلُّه، والنهىُ عن القتالِ حتى يُقَاتَلُوا، والنهىُ عن القتالِ فى الشهر الحرامِ - بقول اللّه عزوجل {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ} .ونزولُ هذه الآيَةِ: بعد فرْض الجهادِ؛ وهى موضوعةٌ فى موضعها.. ٧٨{ وَجَاهِدُوا فِي ٱللّه حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ ٱجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَـاةَ وَٱعْتَصِمُواْ بِٱللّه هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ } ١) الجهاد ٢) الجهاد (حكمه) ٣) الجهاد (الحث عليه)فَصْلٌ فِى أَصْلِ فَرْضِ الْجِهَادِ قال الشافعى (رحمه اللّه): ولَمَّا مَضَتْ لرسولِ اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) مُدَّةٌ: من هِجرتِه؛ أنعَمَ اللّه فيها على جماعاتٍ، باتِّباعِه -: حدَثَتْ لهم بها، معَ عَوْنِ اللّه (عز وجل)، قُوَّةٌ: بالعَدَد؛ لم يكن قبلها.فَفَرض اللّه (عز وجل) عليهم، الجهادَ - بعدَ إذ كان:إباحةً؛ لا: فرْضاً. - فقال تبارك وتعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ} الآية: ؛ وقال جل ثناؤه: {إِنَّ ٱللّه ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلّجَنَّةَ} الآية: ؛ وقال تبارك وتعالى: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّه وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ؛ قال: {وَجَاهِدُوا فِي ٱللّه حَقَّ جِهَادِهِ} ؛ قال تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّواْ ٱلْوَثَاقَ} ؛ قال تعالى: {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللّه ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ}؛ إلى: {وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ} الآية: ؛ قال تعالى: {ٱنْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ ٱللّه} الآية: .ثم ذَكر قوماً: تَخَلَّفُوا عن رسولِ اللّه(صلى اللّه عليه وسلم) -: ممن كان يُطْهِرُ الإسلامَ. - ف قال: {لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاَّتَّبَعُوكَ} . فأبَانَ فى هذه الآيةِ: أنَّ عليهم الجِهادَ قَرُبَ وبَعُدَ؛ مَع إبَانَتِهِ ذلك فى غير مكانٍ: فى قوله: {ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ ٱللّه}؛ إلى: {أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} . قال الشافعى (رحمه اللّه): سنُبَيِّنُ من ذلك، ما حَضَرَنا: على وَجْهِه؛ إن شاء اللّه عز وجل.وقال جل ثناؤه: {فَرِحَ ٱلْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ ٱللّه}؛ إلى: {لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} ؛ قال: {إِنَّ ٱللّه يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} ؛ قال: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللّه} . معَ ما ذَكر به فَرْضَ الجهادِ، وأوْجَب على المُتَخلِّفِ عنه.. |
﴿ ٠ ﴾