٣٢{ يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } ١) النكاح (خصوصيات النبي صلى اللّه عليه وسلم)مَا يُؤْثَرُ عَنْهُ فِى النِّكَاحِ، وَالصَّدَاقِوغَيْرِ ذلِكَ (أنبأنى) أبو عبداللّه الحافظ (إجازة)، نا أبو العباس، أنا الربيع، قال: قال الشافعى: وكان مما خَصَّ اللّه به نبيَّه (صلى اللّه عليه وسلم)، قولُه: {ٱلنَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} . قال تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ ٱللّه وَلاَ أَن تَنكِحُوۤاْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً} ؛ فحرَّمَ نكاحَ نسائه - من بعده - على العالَمين؛ وليس هكذا نساءُ أحد غيرِه..وقال اللّه عزّوجلّ: {يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ} ؛ فأبانَهُنَّ به من نساء العالمين.و قولُه: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}؛ مثلُ ما وصفتُ: من اتساع لسان العرب، وأن الكلمة الواحدةَ تَجمع معانيَ مختلفة. ومما وصفتُ: من أن اللّه أحكم كثيراً -: من فرائضه. - بوحيه؛ وسَنَّ شرائعَ واختلافَها، على لسان نبيه (صلى اللّه عليه وسلم)، وفى فعله.فقوله:(أُمَّهَاتُهُمْ)؛ يعنى: فى معنى دون معنى؛ وذلك: أنه لا يَحل لهم نكاحُهنَّ بحال، ولا يَحرم عليهم نكاحُ بنات: لو كنَّ لهنَّ؛ كما يحرم عليهم نكاحُ بنات أمهاتهم: اللاَّتى وَلَدْنهم، أوْ أرضعنهم.. وذكَر الحجة فى هذا؛ ثم قال: وقد يَنْزل القرآن فى النازلة: ينزل على ما يفهمه منْ أُنزلت فيه؛ كالعامة فى الظاهر: وهى يراد بها الخاصُّ والمعنى دون ما سواه.والعرب تقول - للمرأة: تَرُبُّ أمرَهم. -: أمُّنا وأُمُّ العيال؛ وتقول كذلك للرجل: يتولى أنْ يَقُوتَهمْ. -: أم العيال؛ بمعنى: أنه وضع نفسه موضعِ الأمّ التى تَرُبُّ أمر العيال. قال: تأبَّطَ شَرّاً - وهو يذكر غَزاة غزاها: ورجل من أصحابه وَلِىَ قوتهم. -: وأُمُّ عِيالٍ قَدْ شَهِدْتُ تَقُوتُهُمْ. -:. وذكر بقية البيت، وبيتين أخَوَيْن معه. قال الشافعى (رحمه اللّه): قلت: الرجل يسمى أما؛ وقد تقول العرب للناقة، والبقرة، والشاة، والأرض -: هذه أم عيالنا؛ على معنى: التى تَقُوت عيالَنا.. |
﴿ ٣٢ ﴾