سورة الزّخرف

٢٢

{ بَلْ قَالُوۤاْ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَارِهِم مُّهْتَدُونَ}

١) تفسير (معنى أمّة)

(أنا) أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن فنجويه: بالدامغان، نا الفضل ابن الفضل الكندى، ثنا زكريا بن يحيى الساجى

قال: سمعت أبا عبد اللّه (ابن أخى ابن وهب) يقول: سمعت السافعى يقول: الأمَّة على ثلاثة وجوه: قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ} ؛

قال: على دين. وقوله تعالى: {وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} ،

قال: بعد زمان. وقوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً للّه} ؛

قال: معلماً.

٨٦

{ وَلاَ يَمْلِكُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }

١) الشهادة

(أنبأنى) أبو عبد اللّه (إجازةً): أنَّ أبا العباس حدثهم: أنا الربيع،

قال:

قال الشافعى (رحمه اللّه): قال اللّه جل ثناؤه: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} ؛

وقال تعالى: {إِلاَّ مَن شَهِدَ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ؛ وحَكَى: أنَّ إخْوَةَ يوسُفَ (عليهم السلامُ) وَصفُوا: أنَّ شهادتَهم كما يَنبَغِى لهم؛ فَحكَى: أنَّ كبيرَهم

قال: {ٱرْجِعُوۤاْ إِلَىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يٰأَبَانَا إِنَّ ٱبْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَآ إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ} .قال الشفعى: ولا يَسَعُ شاهداً، أنْ يَشهَدَ إلاَّ: بما عَلِم. والعلْمُ: من ثلاثةِ وُجُوهٍ؛ (منها): ما عايَنَه الشاهدُ فيَشهدُ بِالمُعايَنةِ. (ومنها): ما سمِعه؛ فيَشهدُ:بما أثبَتَ سمعاً من المشْهودِ عليه. (ومنها): ما تظَاهرَتْ به الأخبارُ -: ممَّا لا يُمكِنُ فى أكثرِه العِيَانُ. - وثَبَتَتْ معرفتُه: فى القلوبِ؛ فيَشهدُ عليه بهذا الوَجْهِ.. وبسَطَ الكلامَ فى شرْحِه.

﴿ ٠