سورة نوح

١

{ إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

١) حجيّة خبر الواحدفصل فى تثبيت خبر الواحد من الكتاب

(أنا) أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا الربيع ابن سليمان،

قال:

قال الشافعى رحمه اللّه: وفى كتاب اللّه عز وجل دلالة على ما وصفت. قال اللّه عز وجل: {إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ} .

قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ} 

وقال عز وجل: {وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} .

قال تعالى: {وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً} .

قال تعالى: {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً} .

قال تعالى: {وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً} .

وقال جل وعز: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَٱتَّقُواْ ٱللّه وَأَطِيعُونِ} .

وقال تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم: {إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ} .

قال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ} .

قال الشافعى: فأقام (جل ثناؤه) حجته على خلقه فى أنبيائه بالأعلام التى باينوا بها خلقه سواهم، وكانت الحجة على من شاهد أمور الأنبياء دلائلهم التى باينوا بها غيرهم؛ وعلى من بعدهم - وكان الواحد فى ذلك وأكثر منه سواء - تقوم الحجة بالواحد منهم قيامها بالأكثر.

قال تعالى: {وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ ٱلقَرْيَةِ إِذْ جَآءَهَا ٱلْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ} .

قال: فظاهر الحجة عليهم باثنين ثم ثالث، وكذا أقام الحجة على الأمم بواحد؛ وليس الزيادة فى التأكيد مانعة من أن تقوم الحجة بالواحد إذَا أعطاه اللّه ما يباين به الخلق غير النبيين. واحتج الشافعى بالآيات التى وردت فى القرآن فى فرض اللّه طاعة رسوله صلى اللّه عليه وسلم ومن بعده إلى يوم القيامة واحداً واحداً، فى أن علي كل واحد طاعته؛ ولم يكن أحد غاب عن رؤية رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعلم أمر رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم، وشَرَّف وكرَّم) إلا بالخبر عنه. وبسط الكلام فيه.

﴿ ٠