سورة المدّثّر

٤

{ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ }

١) الصلاة (طهارة الثياب)

وبهذا الإسناد،

قال الشافعى: قال اللّه عزَّ وجلَّ: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قيل: صلّ فى ثياب طاهرة، وقيل غيرُ ذلك. والأول: أشبهُ، لأن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وسلم) أمر: أن يُغسل دم الحيض من الثوب.. يعنى: للصلاة.

قال الشيخ: وقد روينا عن أبى عمر صاحب ثعلب،

قال: قال ثعلب - فى قوله عز وجل: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}. -: اختلف الناس فيه، فقالت طائفة: الثيابُ ههنا: الساترُ؛ وقالت طائفة: الثيابُ ههنا: القلبُ..

(أخبرنا) على بن محمد بن عبد اللّه بن بشران، عن أبى عمر؛ فذكره.

(أخبرنا) أبو سعيد محمد بن موسى، ثنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع،

قال:

قال الشافعى (رحمه اللّه): بدأ اللّه (جلّ ثناؤه) خلْق آدمَ (عليه السلام) من ماء وطين، وجعلهما معاً طهارة؛ وبدأ خلْق ولده من ماء دافق. فكان - فى ابتداء خلق آدم من الطاهرين: اللذين هما الطهارَة.-: دلالةٌ لابتداءِ خلق غ يره: أنه من ماء طاهر لا نجس..

وقال فى (الإملاء) - بهذا الإسناد -: المنى ليس بنجس: لأن اللّه (جلّ ثناؤه) أكرمُ من أن يبتدئ خلْق من كَرَّمهم، وجعل منهم: النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين؛ وأهلَ جنته. - من نجس: فإنه يقول: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} ؛ وقال جل ثناؤه:{خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ} ؛ {أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ} ..ولو لم يكن فى هذا، خبرٌ عن النبى (صلى اللّه عليه وسلم): لكان ينبغى أن تكون العقول تعلم: أن اللّه لا يبتديء خلق مَنْ كَرَّمه وأسكنه جنته؛ من نجس. فكيف مع مافيه: من الخبر، عن النبى (صلى اللّه عليه وسلم): أنه كان يصلى فى الثوب: قد أصابه المنى؛ فلا يغسله؛ إنما يمسح رَطْباً؛ أو يحت يابساً: على معنى التنظيف. مع أن هذا: قولُ بن أبى وقاص، وابن عباس، وعائشة، وغيرهم؛ رضى اللّه عنهم..

﴿ ٠