سورة بني إسرائيل

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

عبد الرزاق عن معمر قال حدثني أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري في قوله تعالى سبحن الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا قال حدثنا النبي صلى اللّه عليه وسلم عن ليلة أسرى به قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أتيت بداية هي أشبه الدواب بالبغل له أذنان مضطربتان وهو البراق وهو الذي كانت تركبه الأنبياء قبلي فركبته فانطلق تقع يده عند منتهى بصره فسمعت نداء عن يميني يا محمد على رسلك أسألك فمضيت ولم أعرج عليه ثم سمعت نداء عن شمالي يا محمد على رسلك أسألك فمضيت ولم أعرج عليه ثم استقبلتني امرأة عليها من كل زينة الدنيا رافعة يدها تقول على رسلك أسألك فمضيت ولم أعرج عليها ثم أتيت بيت المقدس أو قال المسجد الأقصى فنزلت عن الدابة فأوثقتها بالحلقة التي كانت الأنبياء توثق بها ثم دخلت المسجد فصليت فيه فقال لي جبريل ما رأيت في وجهك فقلت سمعت نداء عن يميني أن يا محمد على رسلك أسألك فمضيت ولم أعرج عليه قال ذاك داعي اليهود أما إنك لو وقفت عليه تهودت أمتك قلت ثم سمعت نداء عن يساري أن يا محمد على رسلك فمضيت ولم أعرج عليه قال ذاك داعي

النصارى أما إنك لو وقفت عليه لتنصرت أمتك ثم استقبلتني امرأة عليها من كل زينة الدنيا رافعة يديها تقول على رسلك يا محمد أسألك فمضيت ولم أعرج عليها قال تلك الدنيا تزينت لك أما إنك لو وقفت عليها اختارت أمتك الدنيا على الآخرة ثم أتيت بإناءين أحدهما فيه لبن والآخر فيه خمر فقيل لي اشرب أيهما شئت فأخذت اللبن فشربته فقال أصبت الفطرة أو أخذت الفطرة قال معمر وأخبرني الزهري عن ابن المسيب أنه قيل له أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك ثم قال أبو هارون عن أبي سعيد الخدري في حديثه قال النبي صلى اللّه عليه وسلم ثم جئ بالمعراج الذي كانت تعرج فيه أرواح بني آدم فإذا أحسن ما رأيت ألم تروا إلى الميت كيف يحدج ببصره إليه فعرج بنا فيه حتى انتهينا إلى باب السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معه قال محمد قيل أوقد أرسل إليه قال نعم ففتحوا لي وسلموا علي وإذا ملك موكل يحرس السماء يقال له إسماعيل معه سبعون ألف ملك مع كل منهم مائة ألف ثم قرأ وما يعلم جنود ربك إلا هو وإذا أنا برجل كهيئته يوم خلقه اللّه لم يتغير منه شئ وإذا تعرض عليه أرواح ذريته فإذا كان روح مؤمن قال روح طيب وريح طيبة اجعلوا كتابه في عليين فإذا كان روح كافر قال روح خبيث وريح خبيثة اجعلوا كتابه في سجين قلت يا جبريل من هذا قال أبوك آدم فسلم علي ورحب

بي قال مرحبا بالابن الصالح ثم نظرت فإذا أنا بقوم لهم مشافر كمشافر الإبل وقد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم ثم يجعل في أفواههم صخرا من نار يخرج من أسافلهم قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين يأكلون أمول اليتمى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا قال ثم نظرت فإذا أنا بقوم يحذى من جلودهم ويدس في أفواههم ويقال كلوا كما أكلتم فإذا أكره ما خلق اللّه لهم ذلك قلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الهمازون الذين يأكلون لحوم الناس قال ثم نظرت فإذا أنا بقوم على مائدة عليها لحم مشوي كأحسن ما رأيت من اللحم وإذا حولهم جيف منتنة فجعلوا يميلون على الجيف يأكلون منها ويدعون ذلك اللحم فقلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الزناة عمدوا إلى ما حرم اللّه عليهم وتركوا ما أحل اللّه لهم ثم نظرت فإذا أنا بقوم لهم بطون كأنها البيوت وهم على سابلة آل فرعون فإذا مر بهم آل فرعون فيميل بأحدهم بطنه فيقع فيتوطؤهم سنة آل فرعون بأرجلهم

وهم يعرضون على النار غدوا وعشيا قلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء أكلة الربا ربا في بطونهم فمثلهم كمثل الذي يتخبطه الشيطان من المس ثم نظرت فإذا أنا بنساء معلقات بثديهن ونساء منكسات بأرجلهن قلت من هؤلاء يا جبريل قال هن اللائي يزنين ويقتلن أولادهن ثم صعدنا إلى السماء الثانية فإذا بيوسف وحوله تبع كثير من أمته ووجهه مثل القمر ليلة البدر فسلم علي ورحب بي ثم مضينا إلى السماء الثالثة فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى شبيهان أحدهما بصاحبه ثيابهما وشعرهما فسلما علي ورحبا بي ثم مضينا إلى السماء الرابعة فإذا أنا بإدريس فسلم علي ورحب بي فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم وقد قال اللّه تعالى ورفعنه مكانا عليا ثم مضينا إلى السماء الخامسة فإذا أنا بهارون المحبب في قومه وحوله تبع كثير من أمته فوصفه النبي صلى اللّه عليه وسلم طويل اللحية تكاد لحيته تمس سرته فسلم علي ورحب بي ثم مضينا إلى السماء السادسة فإذا أنا بموسى فسلم علي ورحب بي فوصفه النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال رجل كثير الشعر لو كان عليه قميصان خرج شعره منهما فقال موسى يزعم الناس أني أكرم الخلق على اللّه وهذا أكرم على اللّه مني ولو كان وحده لم أبال ولكن كل نبي ومن تبعه من أمته ثم مضينا إلى السماء السابعة فإذا أنا بإبراهيم وهو جالس مسند ظهره إلى البيت المعمور فسلم علي وقال مرحبا بابني الصالح وقال إن هذا مكانك ومكان أمتك ثم تلا إن أولى الناس بإبراهيم للذين

اتبعوه وهذا النبي والذين ءامنوا واللّه ولى المؤمنين قال ثم دخلت البيت المعمور فصليت فيه فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة ثم نظرت فإذا أنا بشجرة إن كانت الورقة منها لمغطية هذه الأمة وإذا في أصلها عين تجري فانشعبت شعبتين قلت ما هذا يا جبريل قال أما هذا فهو نهر الرحمة وأما هذا فهو الكوثر الذي أعطاكه اللّه فقال فاغتسلت في نهر الرحمة فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر ثم أخذت على الكوثر حتى دخلت الجنة فإذا فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وإذا فيها رمان كأنها جلود الإبل المقتبة وإذا فيها طير كأنها البخت فقال أبو بكر يا رسول اللّه إن تلك الطير لناعمة قال آكلها أنعم منها يا أبا بكر وإني لأرجو أن تأكل منها قال ورأيت جارية فسألتها لمن أنت فقالت لزيد بن الحارثة فبشر بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم زيدا قال ثم إن اللّه تبارك وتعالى أمرني بأمره وفرض علي خمسين صلاة فمررت على موسى فقال بم أمرك ربك قلت فرض علي خمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يقومون لهذا فرجعت إلى ربي فسألته فوضع عني عشرا ثم رجعت إلى موسى فلم أزل أرجع إلى ربي إذا مررت بموسى حتى فرض علي خمس صلوات فقال لي موسى ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقلت لقد رجعت حتى استحييت أو قال قلت ما أنا براجع قال فقيل لي إن لك بهذه الخمس صلوات خمسين صلاة الخمسة

بعشرة أمثالها ومن هم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له حسنة ومن عملها كتبت عشرا ومن هم بسيئة ولم يعملها لم يكتب عليه شئ فإن عملها كتبت واحدة

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن سالم عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنا عند عقر حوضي أذود الناس عنه لأهل اليمين إني لأضربهم بعصاي حتى يرفضوا عنه وإنه ليغت فيه ميزابان من الجنة أحدهما من ورق والاخر من ذهب طوله ما بين بصرى وصنعاء أو ما بين أيلة ومكة أو مقامي هذا إلى عمان

عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن رجل عن أبي هريرة قال قال ا لنبي صلى اللّه عليه وسلم ليردن علي ناس من أصحابي حتى إذا رأيتهم ورأوني فليحلون عمرو عن الحوض يعني ينحون فلأقولن أي رب أصحابي أصحابي فيقال إنك لاعلم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري

عبد الرزاق عن معمر عن الحسن قال قال النبي صلى اللّه عليه وسلم ليرفعن لي ناس من أصحابي حتى إذا رأيتهم ورأوني اختلجوا دوني فلأقولن أي رب أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك

عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال

سمعت جابر بن عبد اللّه يقول قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قمت في الحجر حين كذبني قومي ليلة أسري بي فأثنيت على ربي وسألته أن يمثل لي بيت المقدس فرفع لي فجعلت أنعت لهم آياته

عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وصف لأصحابة قبل ليلة أسرى به إبراهيم وموسى وعيسى قال أما إبراهيم فلم أر رجلا أشبه بصاحبكم منه وأما موسى فرجل آدم طوال جعد أقنى كأنه من رجال شنؤة وأما عيسى فرجل أحمر بين القصير والطويل سبط الشعر كثير خيلان الوجه كأنه خرج من ديماس تخال

رأسه يقطر ماء وما به ماء أشبه من رأيت به عروة بن مسعود

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس قال أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم بالبراق ليلة أسرى به مسرجا ملجما ليركبه فاستصعب عليه فقال له جبريل ما يحملك على هذا فواللّه ما ركبك أحد قط أكرم على اللّه منه فارفض عرقا نا

عبد الرزاق عن ابن عيينة عن مسعر عن عاصم بن أبي النجود عن زر ابن حبيش قال ذكر عند حذيفة المسجد الأقصى فقلت قد صلى فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال أنت تقول ذلك يا صلع قلت نعم بيني وبينك القرآن فاقرأه قال فقرأ سبحن الذي أسرى بعبده ليلا الآية قال هل تجده صلى فيه قلت لا قال حذيفة لو صلى فيه لكتبت عليكم صلاة فيه كما كتبت عند المسجد الحرام ثم قال حذيفة أتي بدابة طوال هكذا وأشا بيده خطوه مد البصر فما زايلا بدئهما ظهر البراق حتى رأيا الجنة والنار ووعده أجمع ثم رجع عودهما على بدئهما ويحدثون أنه ربطه لئلا يفر منه وإنما سخره له عالم الغيب والشهادة

عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن عمر بن نبهان عن قتادة عن أنس قال إن النبي صلى اللّه عليه وسلم حيث أسري به مر بقوم تقض شفاههم بمقاريض من نار فكلما قصت عادت قال قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يعملون

﴿ ١