٢٥٠

ولما برزوا لجالوت . . . . .

{وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ } صاروا بالبراز من الأرض ، وهو ما ظهر واستوى ، والمبارزة في الحرب أن يظهر كل قرن لصاحبه بحيث يراه قرنه ، وكان جنود طالوت ثلاثمائة ألف فارس ،

وقيل : مائة ألف ، وقال عكرمة : تسعين ألفاً .

{قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا } الصبر : هنا حبس النفس للقتال ، فزعوا إلى الدعاء للّه تعالى فنادوا بلفظ الرب الدال على الإصلاح وعلى الملك ، ففي ذلك إشعار بالعبودية . وقولهم : أفرغ علينا صبراً سؤال بأن يصب عليهم الصبر حتى يكون مستعلياً عليهم ، ويكون لهم كالظرف وهم كالمظروفين فيه .

{وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا } فلا تزل عن مداحض القتال ، وهو كناية عن تشجيع قلوبهم وتقويتها ، ولما سألوا ما يكون مستعلياً عليهم من الصبر سألوا تثبيت أقدامهم وإرساخها .

{وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } أي : أعنا عليهم ، وجاؤوا بالوصف المقتضي لخذلان أعدائهم ، وهو الكفر ، وكانوا يعبدون الأصنام ، وفي قولهم : ربنا ، إقرار للّه تعالى بالوحدانية ، وقرار له بالعبودية .

﴿ ٢٥٠