٣٢

قل أطيعوا اللّه . . . . .

{قُلْ أَطِيعُواْ اللّه وَالرَّسُولَ } هذا توكيد لقوله : فاتبعوني ، وروي عن ابن عباس أنه لما نزل { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّه فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللّه } قال عبد اللّه بن أبي لاصحابه : إن محمداً يجعل طاعته كطاعة اللّه ، ويأمر بأن نحبه كما أحبت النصارى عيسى بن مريم ، فنزل { قُلْ أَطِيعُواْ اللّه}

{فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّه لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } يحتمل أن يكون : تولوا ، ماضياً . ويحتمل أن يكون مضارعاً حذفت منه التاء ، أي : فإن تتولوا ، والمعنى : فإن تولوا عما أمروا به من اتباعه وطاعته فإن اللّه لا يحب من كان كافراً . وجعل من لم يتبعه ولم يطعه كافراً ، وتقييد انتفاء محبة اللّه بهذا الوصف الذي هو الكفر مشعر بالعلية ، فالمؤمن من العاصي لا يندرج في ذلك .

قيل : وفي هذه الآيات من ضروب الفصاحة وفنون البلاغة الخطاب العام الذي سببه خاص . وفي قوله { لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ } والتكرار ، في قوله : المؤمنون من دون المؤمنين ،

وفي قوله : من اللّه ، ويحذركم اللّه نفسه ، وإلى اللّه ، وفي : يعلمه اللّه ، ويعلم ،

وفي قوله : يعلمه اللّه ، واللّه علي ،

وفي قوله : ما عملت ، وما عملت ،

وفي قوله : اللّه نفسه ، واللّه ،

وفي قوله : ويحذركم اللّه ، واللّه روؤف ،

وفي قوله : تحبون اللّه ، يحببكم اللّه ، واللّه غفور ، قل أطيعوا اللّه ، فإن اللّه .

والتجنيس المماثل في : تحبون ويحببكم ، والتجنيس المغاير ، في : تتقوا منهم تقاه ، وفي يغفر لكم وغفور .

والطباق في : تخفوا وتبدوه ، وفي : من خير ومن سوء ، وفي : محضراً وبعيداً .

والتعبير بالمحل عن الشيء في قوله : ما في صدوركم ، عبر بها عن القلوب ،

قال تعالى :{ فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الاْبْصَارُ } الآية .

والإشارة في قوله : ومن يفعل ذلك ، الآية . أشار إلى انسلاخهم من ولاية اللّه .

والاختصاص في قوله : ما في صدوركم ،

وفي قوله : ما في السموات وما في الأرض .

والتأنيس بعد الإيحاش في قوله : واللّه روؤف بالعباد ، والحذف في عدة مواضع تقدم ذكرها في التفسير .

﴿ ٣٢