٦٠

الحق من ربك . . . . .

{الْحَقُّ مِن رَّبّكَ } جملة من مبتدأ وخبر ، أخبر تعالى أن الحق ، وهو الشيء الثابت الذي لا شك فيه هو وارد إليك من ربك ، فجميع ما أنبأك به حق ، فيدخل فيه قصة عيسى وآدم وجميع أنبائه تعالى ، ويجوز أن يكون : الحق ، خبر مبتدأ محذوف ، أي : هو . أي : خبر عيسى في كونه خلق من أم فقط هو الحق ، و : من ربك ، حال أو : خبر ثان وأخبر عن قصة عيسى بأنها حق . ومع كونها حقاً فهي إخبار صادر عن اللّه .

{فَلاَ تَكُنْ مّن الْمُمْتَرِينَ } قيل : الخطاب بهذا لكل سامع قصة عيسى ، والأخبار الواردة من اللّه تعالى .

وقيل : المراد به أمّة من ظاهر الخطاب له .

قال الزمخشري : ونهيه عن الامتراء وجل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يكون ممترياً ، من باب التهييج لزيادة الثبات والطمأنينة ، وأن يكون لطفاً لغيره . وقال الراغب : الامتراء استخراج الرأي للشك العارض ، ويجعل عبارة عن الشك ، وقال : فلا تكن من الممترين ولم يكن ممترياً ليكون فيه ذمّ من شك في عيسى .

﴿ ٦٠