١٣٢

وأطيعوا اللّه والرسول . . . . .

{وَأَطِيعُواْ اللّه وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } قيل : أطيعوا اللّه في الفرائض ، والرسول في السنن .

وقيل : في تحريم الربا ، والرسول فيما بلغكم من التحريم .

وقيل : وأطيعوا اللّه والرسول فيما يأمركم به وينهاكم عنه . فإن طاعة الرسول طاعة اللّه

قال تعالى :{ مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّه } وقال المهدوي : ذكر الرسول زيادة في التبيين والتأكيد والتعريف بأن طاعته طاعة اللّه . وقال ابن إسحاق : هذه الآية هي ابتداء المعاتبة في أمر أحد ، وانهزام من فرَّ ، وزوال الرماة من مركزهم .

وقيل : صيغتها الأمر ومعناها العتب على المؤمنين فيما جرى منهم من أكل الربا ، والمخالفة يوم أحد . والرحمة من اللّه إرادة الخير لعبيده ، أو ثوابهم على أعمالهم .

وقد تضمنت هذه الآيات ضروباً من الفصاحة والبديع . من ذلك العام المراد به الخاص : في من أهلك ، قال الجمهور : أراد به بيت عائشة . فالاختصاص في : واللّه سميع عليم ، وفي : فليتوكل المؤمنون ، وفي : ما في السموات وما في الأرض ، وفي : يغفر لمن يشاء ويعذب من

يشاء خص نفسه بذلك كقوله : { وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّه } { نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم } وفي وفي { العَزِيزُ الحَكِيمُ } لأن العز من ثمرات النصر ، والتدبير الحسن من ثمرات الحكمة .

والتشبيه : في ليقطع طرفاً ، شبه من قتل منهم وتفرّق بالشيء المقتطع الذي تفرقت أجزاؤه وانخرم نظامه ، وفي : ولتطمئن قلوبكم شبه زوال الخوف عن القلب وسكونه عن غليانه باطمئنان الرّجل الساكن الحركة . وفي : فينقلبوا خائبين شبه رجوعهم بلا ظفر ولا غنيمة بمن أمل خيراً من رجل فأمّه ، فأخفق أمله وقصده . والطباق : في نصركم وأنتم أذلة ، النصر إعزاز وهو ضد الذل . وفي : يغفر ويعذب ، الغفران ترك المؤاخذة والتعذيب المؤاخذة بالذنب . والتجوز بإطلاق التثنية على الجمع في : أن يفشلا . وبإقامة اللام مقام إلى في : ليس لك أي إليك ، أو مقام على : أي ليس عليك . والحذف والاعتراض في مواضع اقتضت ذلك والتجنيس المماثل في : أضعافاً مضاعفة . وتسمية الشيء بما يؤول إليه في : لا تأكلوا سمَّى الأخذ أكلاً ، لأنه يؤول إليه .

﴿ ١٣٢