٦٥فلا وربك لا . . . . . {فَلاَ وَرَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ } قال مجاهد وغيره : نزلت فيمن أراد التحاكم إلى الطاغوت . ورجحه الطبري لأنه أشبه بنسف الآيات . وقيل : في شأن الرجل الذي خاصم الزبير في السقي بماء الحرة ، وأن الرسول صلى اللّه عليه وسلم قال : { اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك } فغضب وقال : { إن كان ابن عمتك ، فغضب الرسول صلى اللّه عليه وسلم واستوعب للزبير حقه فقال : احبس يا زبير الماء حتى يبلغ الجدر ، ثم أرسل الماء} . والرجل هو من الأنصار بدري . وقيل : هو حاطب بن أبي بلتعة . وقيل : نزلت نافية لإيمان الرجل الذي قتله عمر ، لكونه رد حكم النبي صلى اللّه عليه وسلم ، ومقيمة عذر عمر في قتله ، قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : { ما كنت أظن أنّ عمر يجترىء على قتل رجل مؤمن} . وأقسم بإضافة الرب إلى كاف الخطاب تعظيماً للنبي صلى اللّه عليه وسلم ، وهو التفات راجع إلى قوله :{ جاؤوك } ولا في قوله : فلا . قال الطبري : هي رد على ما تقدم تقديره : فليس الأمر كما يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك ، ثم استأنف القسم بقوله : وربك لا يؤمنون . وقال غيره : قدم لا على القسم اهتماماً بالنفي ، ثم كررها بعد توكيداً للإهتمام بالنفي ، وكان يصح إسقاط لا الثانية ، ويبقى أكثر الاهتمام بتقديم الأولى ، وكان يصح إسقاط الأولى ويبقى معنى النفي ، ويذهب معنى الاهتمام . وقيل : الثانية زائدة ، والقسم معترض بين حرف النفي والمنفي . وقال الزمخشري : لا مزيدة لتأكيد معنى القسم ، كما زيدت في لئلا يعلم لتأكيد وجوب العلم . ولا يؤمنون جواب القسم . { فإن قلت} : هلا زعمت أنها زيدت لتظاهر لا في . لا يؤمنون . { قلت} : يأبى ذلك استواء النفي والإثبات فيه ، وذلك قوله : { فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } انتهى كلامه . ومثل الآية قول الشاعر : ولا واللّه لا يلقى لما بي ولا للما بهم أبداً دواء وحتى هنا غاية ، أي : ينتفي عنهم الإيمان إلى هذه الغاية ، فإذا وجد ما بعد الغاية كانوا مؤمنين . وفيما شجر بينهم عام في كل أمر وقع بينهم فيه نزاع وتجاذب . ومعنى يحكموك ، يجعلوك حكماً . وفي الكلام حذف التقدير : فتقضي بينهم . {ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلّمُواْ تَسْلِيماً } أي ضيقاً من حكمك . وقال مجاهد : شكا لأن الشاك في ضيق من أمره حتى يلوح له البيان . وقال الضحاك : إثماً أي : سبب إثم . والمعنى : لا يخطر ببالهم ما يأثمون به من عدم الرضا . وقيل : هماً وحزناً ، ويسلموا أي ينقادوا ويذعنوا لقضائك ، لا يعارضون فيه بشيء قاله : ابن عباس والجمهور . وقيل : معناه ويسلموا ما تنازعوا فيه لحكمك ، ذكره الماوردي ، وأكد الفعل بالمصدر على سبيل صدور التسليم حقيقة ، وحسَّنه كونه فاصلة . وقرأ أبو السمال : فيما شجر بسكون الجيم ، وكأنه فرَّ من توالي الحركات ، وليس بقوي لخفة الفتحة بخلاف الضمة والكسرة ، فإن السكون بدلهما مطرد على لغة تميم . |
﴿ ٦٥ ﴾