٧٤

فليقاتل في سبيل . . . . .

إدراك الشيء الوصول إليه ونيله . البرج : الحصن .

وقيل : القصر . والبروج : منازل القمر ، وكلها من برج إذا ظهر ، ومنه التبرج وهو إظهار المرأة محاسنها ، والبرج في العين اتساعها . المشيد : المصنوع بالشيد وهو الجص . يقال : شاد وشيد كرر العين للمبالغة ، ككسرت العود مرة وكسرته في مواضع ، وخرقت الثوب وخرقته إذا كان الخرق منه في مواضع . فعلى هذا يقال : شاد الجدار . ومنه قال والشاعر :

شاده مرمراً وجللّه كلساً فللطير في ذراه وكور

والمشيد : المطول المرفوع يقال : شيد وأشاد البناء رفعه وطوّله ، ومنه أشاد الرجل ذكر الرجل إذا رفعه . الفقه : الفهم . يقال : فقهت الحديث إذا فهمته ، وفقه الرجل صار فقيهاً .

{فَلْيُقَاتِلْ فِى سَبِيلِ اللّه الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا بِالاْخِرَةِ } قيل : نزلت في المنافقين الذين تخلفوا عن أحد . ويشرون بمعنى يشترون . والمعنى : أخلصوا الإيمان باللّه ورسوله ، ثم جاهدوا في سبيل اللّه .

وقيل : نزلت في المؤمنين بالجهاد من تخلف من ضعفة المؤمنين .

{وَمَن يُقَاتِلْ فِى سَبِيلِ اللّه فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } ثم وعد من قاتل في سبيل اللّه بالأجر العظيم ، سواء استشهد ، أو غلب . واكتفى في الحالتين بالغاية ، لأن غاية المغلوب في القتال أن يقتل ، وغاية الذي يقتل أن يغلب ويغنم ، فأشرف الحالتين ما بدء به من ذكر الاستشهاد في سبيل اللّه ، ويليها أنْ يقتل أعداء اللّه ، ودون ذلك الظفر بالغنيمة ، ودون ذلك أن يغزو فلا يصيب ولا يصاب . ولفظ الجهاد في سبيل اللّه يشمل هذه الأحوال ، والأجر العظيم فسر بالجنة . والذي يظهر أنه مزيد ثواب من اللّه تعالى مثل كونهم أحياء عند ربهم يرزقون ، لأن الجنة موعود دخولها بالإيمان . وكان الذي فسره بالجنة ينظر إلى قوله تعالى :{ إِنَّ اللّه اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الّجَنَّةَ } الآية .

وقرأ الجمهور : فليقاتل بسكون لام الأمر . وقرأت فرقة : بكسرها على الأصل .

وقرأ الجمهور : فيُقتل مبنياً للمفعول .

وقرأ محارب بن دثار : فيقتل على بناء الفعل للفاعل . وأدغم يغلب في الفاء أبو عمرو والكسائي وهشام وخلاد بخلاف عنه ، وأظهرها باقي السبعة .

وقرأ الجمهور : نؤتيه بالنون .

وقرأ الأعمش وطلحة بن مصرف : يؤتيه بالياء .

﴿ ٧٤