٨٠

من يطع الرسول . . . . .

التبييت قال الأصمعي وأبو عبيدة وأبو العباس : كل أمر قضي بليل ، قيل : قد بيت . وقال الزجاج : كل أمر مكر فيه أو خيض بليل فقد بيت . وقال الشاعر : أتوني فلم أرض ما بيتوا

وكانوا أتوني بأمر نكر

وقال الأخفش : العرب تقول للشيء إذا قدر : بيت . وقال أبو رزين : بيت ألف .

وقيل : هيىء وزور .

وقيل : قصد ، ومنه قول الشاعر : لما تبيتنا أخا تميم

أعطى عطاء اللحز اللئيم

أي : قصدنا .

وقيل : التبييت التبديل بلغة طيىء ، قال شاعرهم :

وتبييت قولي عند المليك قاتلك اللّه عبداً كفوراً التدبر : تأمل الأمر والنظر في إدباره وما يؤول إليه في عاقبته ، ثم استعمل في كل تأمل . والدبر : المال الكثير ، سمي بذلك لأنه يبقى للإعقاب وللإدبار قاله : الزجاج وغيره .

الإذاعةُ : إظهار الشيء وإفشاؤه يقال : ذاع ، يذيع ، وأذاع ، ويتعدى بنفسه وبالباء ، فيكون إذ ذاك أذاع في معنى الفعل المجرّد . قال أبو الأسود : أذاعوا به في الناس حتى كأنه

بعلياء نار أوقدت بثقوب

الاستنباط : الاستخراج ، والنبط الماء يخرج من البئر أول ما تحفر ، والانباط والاستنباط إخراجه . وقال الشاعر :

نعم صادقاً والفاعل القائل الذي

إذا قال قولاً نبطاً الماء في الثرى

وقال ابن الأعرابي : يقال للرّجل إذا كان بعيد العز والمنعة ما يجد عدوه له : نبطاً . قال كعب : قريب تراه لا ينال عدوّه

له نبطاً آبى الهوان قطوب

والنبط الذين يستخرجون المياه والنبات من الأرض . وقال الفراء : نبط مثل استنبط ، ونبط الماء ينبُط بضم الباء وفتحها . التحريض : الحث . التنكيل : الأخذ بأنواع العذاب وترديده على المعذب ، وكأنه مأخوذ من النكل وهو : القيد . الكفل : النصيب ، والنصيب في الخير أكثر استعمالاً . والكفل في الشر أكثر منه في الخير . المقيت : المقتدر . قال الزبير بن عبد المطلب : وذي ضغن كففت النفس عنه

وكان على إساءته مقيتاً

أي مقتدراً . وقال السموءل : ليت شعري واشعرت إذا ما

قربوها منشورة ودعيت

أتى الفصل ثم عليّ إذا حو

سبت أني على الحساب مقيت

وقال أبو عبيدة : المقيت الحاضر . وقال ابن فارس : المقيت المقتدر ، والمقيت : الحافظ والشاهد . وقال النحاس : هو مشتق من القوت ، والقوت مقدار ما يحفظ به الإنسان من التلف . التحية قال عبد اللّه بن إدريس : هي الملك وأنشد : أوّم بها أبا قابوس حتى

أنيخ على تحيته بجندي

وقال الأزهري : التحية بمعنى الملك ، وبمعنى البقاء ، ثم صارت بمعنى السلامة . انتهى . ووزنها تفعلة ، وليس الإدغام في هذا الوزن واجباً على مذهب المازني ، بل يجوز الإظهار كما قالوا : أعيبة بالإظهار ، وأعية بالإدغام في جمع عبي . وذهب الجمهور إلى أنه يجب الإدغام في تحية ، والكلام على المذهبين مذكور في كتب النحو .

{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّه وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } قال صلى اللّه عليه وسلم : { من أحبني فقد أحب اللّه } فاعترضت اليهود فقالوا : هذا محمد يأمر بعبادة اللّه ، وهو في هذا القول مدع للربوبية فنزلت .

وفي رواية : قال المنافقون لقد قارب الشرك .

وفي رواية : قالوا ما يريد هذا الرجل إلا أن يتخذ رباً كما اتخذت النصارى عيسى . وتعلق الطاعتين لأنّه لا يأمر إلا بما أمر اللّه به ، ولا ينهى إلا عن ما نهى اللّه عنه ، فكانت طاعته في ذلك طاعة اللّه . ومن تولى بنفاق أو أمر فما أرسلناك هذا التفات ، إذ لو جرى على الرسول لكان فما أرسله . والحافظ هنا المحاسب على الأعمال ، أو الحافظ للأعمال ، أو الحافظ من المعاصي ، أو الحافظ عن التولي ، أو المسلط من الحفاظ أقوال . وتتضمن هذه الآية الإعراض عمن تولى ، والترك رفقاً من اللّه ، وهي قبل نزول القتال .

﴿ ٨٠