٦{وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الاْرْضِ إِلاَّ عَلَى رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ } : الدابة هنا عام في كل حيوان يحتاج إلى رزق ، وعلى اللّه ظاهر في الوجوب ، وإنما هو تفضل ، ولكنه لما ضمن تعالى أن يتفضل به عليهم أبرزه في حيز الوجوب . قال ابن عباس : مستقرها حيث تأوى إليه من الأرض ، ومستودعها الموضع الذي تموت فيه فتدفن . وعنه أيضاً : مستقرها في الرحم ، ومستودعها في الصلب . وقال الربيع بن أنس : مستقرها في أيام حياتها ، ومستودعها حين تموت وحين تبعث . وقيل : مستقرها في الجنة أو في النار ، ومستودعها في القبر ، ويدل عليه :{ حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً }{ وَسَاءتْ مُسْتَقِرّاً } وقيل : ما يستقر عليه عملها ، ومستودعها ما تصير إليه . وقيل : المستقر ما حصل موجوداً من الحيوان ، والمستودع ما سيوجد بعد المستقر . وقال الزمخشري : المستقر مكانه من الأرض ومسكنه ، والمستودع حيث كان موجوداً قبل الاستقرار من صلب أو رحم أو بيضة انتهى . ومستقر ومستودع يحتمل أن يكونا مصدرين ، ويحتمل أن يكونا اسمي مكان ، ويحتمل مستودع أن يكون اسم مفعول لتعدّي الفعل منه ، ولا يحتمله مستقر للزوم فعله كل أي : كل من الرزق والمستقر والمستودع في اللوح يعني : وذكرها مكتوب فيه مبين . وقيل : الكتاب هنا مجاز ، وهو إشارة إلى علم اللّه ، وحمله على الظاهر أولى . |
﴿ ٦ ﴾