٣٠

وقال نسوة في . . . . .

النسوة بكسر النون فعلة ، وهو جمع تكسير للقلة لا واحد له من لفظه . وزعم ابن السراج أنه اسم جمع .

وقال الزمخشري : النسوة اسم مفرد لجمع المرأة ، وتأنيثه غير حقيقي ، ولذا لم تلحق فعله تاء التأنيث انتهى . وعلى أنه جمع تكسير لا يلحق التاء لأنه يجوز : قامت الهنود ، وقام الهنود . وقد تضم نونه فتكون إذ ذاك اسم جمع ، وتكسيره للكثرة على نسوان ، والنساء جمع تكسير للكثرة أيضاً ، ولا واحد له من لفظه .

شغف : خرق الشغاف ، وهو حجاب القلب .

وقيل : سويداؤه ،

وقيل : داء يصل إلى القلب فينفذ إلى القلب . وكسر الغين لغة تميم .

وقيل : الشغاف جلدة رقيقة يقال لها لسان القلب ، شغف وصلت الحدة إلى القلب فكان يحترق من شغف البعير إذا هنأه فأحرقه بالقطران ، والمشغوف الذي أحرق الحب قلبه . ومنه قول الأعشى : يعصي الوشاة وكان الحب آونة

مما يزين للمشفوف ما صنعا

وقد تكسر غينه . المتكأ : الوسادة ، والنمرقة . المتك : الأترج ، والواحد متكة قال الشاعر :

فاهدت متكة لهي أبيها

وقيل : اسم يعم جميع ما يقطع بالسكين الأترج وغيره من الفواكه . قال : يشرب الإثم بالصواع جهارا

ونرى المتك بيننا مستعارا

وهو من متك بمعنى بتك الشيء أي قطعه . وقال صاحب اللوامح : المتك بالضم عند الخليل ، العسل ، وعند الأصمعي الأترج . وقال أبو عمر : والشراب الخالص . وقال أبو عمر : وفيه ثلاث لغات ، المتك بالحركات الثلاث ،

وقيل : بالكسر الخلال ،

وقيل : بل المسك . وقال الكسائي أيضاً : فيه اللغات الثلاث ، وقد يكون بالفتح المجمر عند قضاعة . وقال أيضاً : قد يكون في اللغات الثلاث الفالوذ المعقد . وقال الفضل : في اللغات الثلاث هو المبزماورد ، وكل ملفوف بلحم ورقاق . وقال أيضاً : المتك بالضم المائدة ، أو الخمر في لغة كندة . السكين : تذكر وتؤنث ، قاله الفراء والكسائي . ولم يعرف الأصمعي فيه إلا التذكير . حاش : قال الفراء من السرب من يتمها ، وفي لغة الحجاز : حاش لك ، وبعض العرب : حشى زيد كأنه أراد حشى لزيد ، وهي في أهل الحجاز انتهى .

وقال الزمخشري : حاشى كلمة تفيد معنى التنزيه في الاستثناء ، تقول : أساء القوم حاشى زيد . قال : حاشى أبي ثوبان أن لنا

ضنا عن الملحاة والشتم

وهي حرف من حروف الجر فوضعت موضع التنزيه والبراءة ، فمعنى حاش اللّه : براءة اللّه ، وتنزيه اللّه انتهى . وما ذكر أنها تفيد معنى التنزيه في باب الاستثناء غير معروف عند النحويين ، لا فرق بين قولك : قام القوم إلا زيداً ، وقام القوم حاشى زيد . ولما مثل بقوله أساء القوم حاشى زيد ، وفهم من هذا التمثيل براءة زيد من الإساءة ، جعل ذلك مستفاداً منها في كل موضع .

وأما ما أنشده من قوله : حاشى أبي ثوبان ، فكذا ينشده ابن عطية ، وأكثر النحاة . وهو بيت ركبوا فيه صدر بيت على عجز آخر ، وهما من بيتين وهما :

حاشى أبي ثوبان أن أبا ثوبان ليس ببُكْمَة فدْمِ عمرو بن عبد اللّه إن به

ضنًّا عن الملحاة والشتَم

عصر العنب وغيره أخرج ما فيه من المائع بقوة . الخبر : معروف ، وجمعه اخباز ، ومعانيه خباز . البضع : ما بين الثلاث إلى التسع قاله قتادة . وقال مجاهد : من الثلاثة إلى السبعة ، وقال أبو عبيدة : البضع لا يبلغ العقد ولا نصف العقد ، وإنما هو من الواحد إلى العشرة . وقال الفراء : ولا يذكر البضع إلا مع العشرات ، ولا يذكر مع مائة ولا

ألف . السمن : معروف وهو مصدر سمن يسمن ، واسم الفاعل سمين ، والمصدر واسم الفاعل على غير قياس . العجفاء : المهذولة جداً قال :

ورجال مكة مستنون عجاف

الضغث أقل من الحزمة وأكثر من القبضة من النبات والعشب من جنس واحد أو ، من أخلاط النبات والعشب فمن جنس واحد ما روي في قوله : { وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بّهِ } إنه أخذ عثكالاً من النخل . وروي أنّ الرسول صلى اللّه عليه وسلم فعل نحو هذا في إقامة حد على رجل . وقال ابن مقبل : خود كأن راشها وضعت به

أضغاث ريحان غداة شمال

ومن الأخلاط قول العرب في أمثالها : ضغث على إمالة .

{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِى الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ } : لم تلحق تاء التأنيث لأنه جمع تكسير المؤنث ، ويجوز فيه الوجهان . ونسوة كما ذكرنا جمع قلة . وكن على ما نقل خمساً : امرأة خبازة ، وامرأة ساقية ، وامرأة بوابة ، وامرأة سجانة ، وامرأة صاحب دوابة في المدينة هي مصر . ومعنى في المدينة : أنهم أشاعوا هذا الأمر من حب امرأة العزيز ليوسف ، وصرحوا بإضافتها إلى العزيز مبالغة في التشنيع ، لأن النفوس أقبل لسماع ذوي الأخطار وما يجري لهم . وعبرت بتراود وهو المضارع الدال على أنه صار ذلك سجية لها ، تخادعه دائماً عن نفسه كما تقول : زيد يعطي ويمنع . ولم يقلن : راودت فتاها ، ثم نبهن على علة ديمومة المراودة وهي كونه قد شغفها حباً أي : بلغ حبه شغاف قلبها . وانتصب حباً على التمييز المنقول من الفاعل كقوله : ملأت الإناء ماء ، أصله ملأ الماء الإناء . وأصل هذا شغفها حبه ، والفتى الغلام وعرفه في المملوك . وفي الحديث : { لا يقل أحدكم عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي } ، وقد قيل في غير المملوك . وأصل الفتى في اللغة الشاب ، ولكنه لما كان جل الخدمة شباناً استعير لهم اسم الفتى .

وقرأ ثابت البناتي : شغفها بكسر الغين المعجمة ، والجمهور بالفتح .

وقرأ علي بن أبي طالب ، وعلي بن الحسين ، وابنه محمد بن علي ، وابنه جعفر بن محمد ، والشعبي ، وعوف الأعرابي : بفتح العين المهملة ، وكذلك قتادة وابن هرمز ومجاهد وحميد والزهري بخلاف عنهم ، وروي عن ثابت البناني وابن رجاء كسر العين المهملة . قال ابن زيد : الشغف ف يالحب ، والشغف في البغض . وقال الشعبي : الشغف والمشغوف بالغين منقوطة في الحب ، والشغف الجنون ، والمشعوف المجنون . وأدغم النحويان ، وحمزة ، وهشام ، وابن محيصن دال قد في شين شغفها . ثم نقمن عليها ذلك فقلن : إنا لنراها في ضلال مبين أي : في تحير واضح للناس .

﴿ ٣٠