٢٠

قالت أنى يكون . . . . .

وتعجبت مريم وعلمت بما ألقي في روعها أنه من عند اللّه . وتقدم الكلام على سؤالها عن الكيفية في آل عمران في قصتها وفي قولها { وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً } تخصيص بعد تعميم لأن مسيس البشر يكون بنكاح وبسفاح .

وقال الزمخشري : جعل المس عبارة عن النكاح الحلال لأنه كناية عنه لقوله { مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ } أو لمستم النساء والزنا ليس كذلك إنما يقال فجربها وخبث بها وما أشبه ذلك ، وليس بقمن أن يراعي فيه الكنايات والآداب انتهى . والبغي المجاهرة المشتهرة في الزنا ، ووزنه فعول عند المبرد اجتمعت واو وياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء وكسر ما قبلها لأجل الياء كما كسرت في عصي ودلي . قيل : ولو كان فعيلاً لحقتها هاء التأنيث فيقال بغية . وقال ابن جنيّ في كتاب التمام : هي فعيل ، ولو كانت فعولاً لقيل بغوكما قيل فلان نهو عن المنكر انتهى . قيل : ولما كان هذا اللفظ خاصاً بالمؤنث لم يحتج إلى علامة التأنيث فصار كحائض وطالق ، وإنما يقال للرجل باغ .

وقيل : بغى فعيل

بمعنى مفعول كعين كحيل أي مبغية بطلبها أمثالها .

﴿ ٢٠