٢٦فكلي واشربي وقري . . . . . وعن ابن زيد قال عيسى لها لا تحزني ، فقالت : كيف لا أحزن وأنت معي لا ذات زوج ولا مملوكة أي شيء عذري عند الناس ؟ { قَالَتْ يالَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَاذَا } الآية فقال لها عيسى : أنا أكفيك الكلام { فَكُلِى وَاشْرَبِى وَقَرّى عَيْناً} قال الزمخشري : أي جمعنا لك في السري والرطب فائدتين إحداهما الأكل والشرب ، والثانية سلوة الصدر لكونهما معجزتين وهو معنى قوله { فَكُلِى وَاشْرَبِى وَقَرّى عَيْناً } أي وطيبي نفساً ولا تغتمي وارفضي عنك ما أحزنك وأهمك انتهى . ولما كانت العادة تقديم الأكل على الشرب تقدم في الآية والمجاورة قوله { تُسَاقِطْ } عليك رطباً جنياً } ولما كان المحزون قد يأكل ويشرب قال : ولما كان المحزون قد يأكل ويشرب قال :{ وَقَرّى عَيْناً } أي لا تحزني ، ثم ألقى إليها ما تقول إن رأت أحداً . وقرىء { وَقَرّى } بكسر القاف وهي لغة نجدية وتقدم ذكرها . وقرأ أبو عمرو في ما روي عنه ابن رومي ترئن بالإبدال من الياء همزة وروى عنه لترؤن بالهمز أيضاً بدل الواو . قال ابن خالويه : وهو عند أكثر النحويين لحن . وقال الزمخشري : وهذا من لغة من يقول لتأت بالحج أصلهاوحلأت السويق وذلك لتأخ بين الهمزة وحروف اللين في الإبدال انتهى . وقرأ طلحة وأبو جعفر وشيبة { تَرَيِنَّ } بسكون الياء وفتح النون خفيفة . قال ابن جنيّ : وهي شاذة يعني لأنه لم يؤثر الجازم فيحذف النون . كما قال الأفوه الأودي : أما ترى رأسي أزرى به مأس زمان ذي انتكاس مؤوس والآمر لها بالأكل والشرب وذلك القول الظاهر أنه ولدها . وقيل جبريل على الخلاف الذي سبق ، والظاهر أنه أبيح لها أن تقول ما أُمَرِت بقوله وهو قول الجمهور . وقالت فرقة : معنى { فَقُولِى } أي بالإشارة لا بالكلام وإلاّ فكان التناقض ينافي قولها انتهى . ولا تناقض لأن المعنى { فَلَنْ أُكَلّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً } بعد { قَوْلِي } هذا وبين الشرط وجزائه جملة محذوفة يد عليه المعنى ، أي { فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَداً } وسألك أو حاورك الكلام { فَقُولِى} وقرأ زيد بن عليّ صياماً وفسر { صَوْماً } بالإمساك عن الكلام . وفي مصحف عبد اللّه صمتاً . وعن أنس بن مالك مثله . وقال السدّي وابن زيد : كانت سنة الصيام عندهم الإمساك عن الأكل والكلام انتهى . والصمت منهي عنه ولا يصح نذره . وفي الحديث : { مره فليتكلم} . وقد أمر ابن مسعود من فعل ذلك بالنطق وأمرت بنذر الصوم لأن عيسى بما يظهر اللّه عليه يكفيها أمر الاحتجاج ومجادلة السفهاء . وقوله { إِنسِيّاً } لأنها كانت تكلم الملائكة دون الإنس . |
﴿ ٢٦ ﴾