٢٨

يا أخت هارون . . . . .

وفي حديث المغيرة حين خصمه نصارى نجران في قوله تعالى { فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ } والمدة بينهما طويلة جداً فقال له الرسول : { ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم} . وأنكروا عليها ما جاءت به وأن أبويها كانا صالحين ، فكيف صدرت منك هذه الفعلة القبيحة وفي هذا دليل على أن الفروع غالباً تكون زاكية إذا زكت الأصول ، وينكر عليها إذا جاءت بضد ذلك .

وقرأ عمر بن لجا التيمي الشاعر الذي كان يهاجي جريراً{ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْء } لجعل الخبر المعرفة والاسم النكرة وحسن ذلك قليلاً كونها فيها مسوع جواز الابتداء وهو الإضافة ، ولما اتهموها بما اتهموها نفوا عن أبويها السوء لمناسبة الولادة ، ولم ينصوا على إثبات الصلاح وإن كان نفي السوء يوجب الصلاح ونفي البغاء يوجب العفة لأنهما بالنسبة إليهما نقيضان .

﴿ ٢٨