٣٢وجعلني مباركا أين . . . . . ويحتمل أن يجعل الآتي لتحققه كأنه قد وجد { وَجَعَلَنِى مُبَارَكاً } قال مجاهد : نفاعاً . وقال سفيان : معلم خير . وقيل : آمراً بمعروف ، ناهياً عن منكر . وعن الضحاك : قضاء للحوائج { وَلَوْ كُنتُ } شرط وجزاؤه محذوف تقديره { وَجَعَلَنِى مُبَارَكاً } وحذف لدلالة ما تقدم عليه ، ولا يجوز أن يكون معمولاً لجعلني السابق لأن { أَيْنَ } لا يكون إلاّ استفهاماً أو شرطاً لا جائز أن يكون هنا استفهاماً ، فتعينت الشرطية واسم الشرط لا ينصبه فعل قبله إنما هو معمول للفعل الذي يليه ، والظاهر حمل الصلاة والزكاة على ما شرع في البدن والمال . وقيل :{ الزَّكَواةَ } زكاة الرؤوس في الفطر . وقيل الصلاة الدعاء ، و { الزَّكَواةَ } التطهر . و { مَا } في { مَا دُمْتُ } مصدرية ظرفية . وقال ابن عطية . وقرأ { دُمْتُ } بضم الدال عاصم وجماعة . وقرأ { دُمْتُ } بكسر الدال أهل المدينة وابن كثير وأبو عمرو وانتهى والذي في كتب القراءات أن القراء السبعة قرؤوا { دُمْتُ حَيّاً } بضم الدال ، وقد طالعنا جملة من الشواذ فلم نجدها لا في شواذ السبعة ولا في شواذ غيرهم على أنها لغة تقول { دُمْتُ } تدام كما قالوا مت تمات ، وسبق أنه قرىء { وَبَرّاً } بكسر الباء فإما على حذف مضاف أي وذا بر ، وإما على المبالغة جعل ذاته من فرط بره ، ويجوز أن يضمر فعل في معنى أوصاني وهو كلفني لأن أوصاني بالصلاة وكلفنيها واحد ، ومن قرأ { وَبَرّاً } بفتح الباء فقال الحوفي وأبو البقاء : إنه معطوف على { مُبَارَكاً } وفيه بعد للفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بالجملة التي هي { أوصاني } ومتعلقها ، والأولى إضمار فعل أي وجعلني { براً} وحكى الزهراوي وأبو البقاء أنه قرىء وبر بكسر الباء والراء عطفاً على { نَبِيّاً وَجَعَلَنِى مُبَارَكاً} وقوله :{ بِوَالِدَتِى } بيان محل البر وأنه لا والد له ، وبهذا القول برأها قومها . والجبار كما تقدم المتعاظم وكان في غاية التواضع يأكل الشجر ويلبس الشعر |
﴿ ٣٢ ﴾