٣٩

وأنذرهم يوم الحسرة . . . . .

{وَأَنذِرْهُمْ } خطاب للرسول صلى اللّه عليه وسلم والضمير لجميع الناس .

وقيل : يعود على الظالمين . و { يَوْمَ الْحَسْرَةِ } يوم ذبح الموت وفيه حديث . وعن ابن زيد : يوم القيامة .

وقيل : حين يصدر الفريقان إلى الجنة والنار وعن ابن مسعود : حين يرى الكفارة مقاعدهم التي فاتتهم من الجنة لو كانوا مؤمنين . و

قال ابن عطية : ويحتمل أن يكون { يَوْمَ الْحَسْرَةِ } اسم جنس لأن هذه حسرات كثيرة في مواطن عدة ، ومنها يوم الموت ، ومنها وقت أخذ الكتاب بالشمال وغير ذلك انتهى .

و { إِذْ } بد من { يَوْمَ الْحَسْرَةِ} قال السدّي وابن جريج :{ قُضِىَ الاْمْرُ } ذبح الموت . وقال مقاتل : قضى العذاب . وقال ابن الأنباري المعنى { إِذْ قُضِىَ الاْمْرُ } الذي فيه هلاككم . وقال الضحاك : يكون ذلك إذا برزت جهنم ورمت بالشرر . وعن ابن جريج أيضاً : إذا فرغ من الحساب وأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار .

وقيل { إِذَا قَالَ اخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلّمُونِ}

وقيل : إذا يقال { وَامْتَازُواْ الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ }

وقيل : إذا قضى سد باب التوبة وذلك حين تطلع الشمس من مغربها .

{وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ}

قال الزمخشري : متعلق بقوله { فِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ } عن الحسن { وَأَنذِرْهُمْ } إعراض وهو متعلق بأنذرهم أي { وَأَنذِرْهُمْ } على هذه الحال غافلين غير مؤمنين . و

قال ابن عطية :{ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ } يريد في الدنيا الآن { وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } كذلك انتهى . وعلى هذا يكون حالاً والعامل فيه { وَأَنذِرْهُمْ } والمعنى أنهم مشتغلون بأمور دنياهم معرضون عما يراد منهم ، والظاهر أن يكون المراد بقوله { وَقُضِىَ الاْمْرُ } أمر يوم القيامة .

﴿ ٣٩