سورة الحجمدنية بسم اللّه الرحمن الرحيم ١يا أيها الناس . . . . . ذهل عن الشيء ذهولاً : اشتغل عنه قاله قطرب ، وقال غيره : غفل لطريان شاغل من أهم أو وجع أو غيره . وقيل : مع دهشة . المضغة : اللحمة الصغيرة قدر ما يمضغ . المخلقة : المسوّاة الملساء لا نقص ولا عيب فيها ، يقال : خلق السواك والعود سوّاه وملسه ، من قولهم : صخرة خلقاء أي ملساء . الطفل : يقال من وقت انفصال الولد إلى البلوغ ، ويقال لولد الوحشية طفل ، ويوصف به المفرد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ، ويقال أيضاً طفل وطفلان وأطفال وأطفلت المرأة صارت ذا طفل ، والطفل بفتح الطاء الناعم ، وجارية طفلة ناعمة ، وبنان طفل ، وقد طفل الليل أقبل ظلامه ، والطفل بالتحريك بعد العصر إذا طفلت الشمس للغروب ، والطفل أيضاً مطر . وقال المبرد : هو اسم يستعمل مصدراً كالرضا والعدل يقع على الواحد والجمع . همدت الأرض : يبست ودرست ، والثوب بلي انتهى . وقال الأعشى : قالت قتيلة ما لجسمك شاحبا وأرى ثيابك باليات همدا البهيج : الحسن السارّ للناظر ، يقال : فلان ذو بهجة أي حسن ، وقد بهج بالضم بهاجة وبهجة فهو بهيج ، وأبهجني : أعجبني بحسنه . العطف : الجانب ، وعطفا الرجل يمينه وشماله وأصله من العطف وهو اللين ، ويسمى الرداء العطاف . المجوس : قوم يعبدون النار والشمس والقمر . وقيل : يعبدون النار . وقيل : قوم اعتزلوا النصارى ولبسوا المسوح . وقيل : قوم أخذوا من دين النصارى شيئاً ومن دين اليهود شيئاً وهم القائلون العالم أصلان نور وظلمة . وقيل : الميم في المجوس بدل من النون لاستعمالهم النجاسات . صهرت الشحم بالنار أذبته ، والصهارة الآلية المذابة . وقيل : ينضج قال الشاعر : تصهره الشمس ولا ينصهر المقمعة : بكسر الميم المقرعة يقمع بها المضروب . اللؤلؤ : الجوهر . وقيل : صغاره وكباره . الضامر : المهزول . العميق : البعيد ، وأصله البعد سفلاً يقال : بئر عميق أي بعيدة الغور ، والفعل عمق وعمق . قال الشاعر : إذا الخيل جاءت من فجاج عميقة يمد بها في السير أشعث شاحب ويقال : غميق بالغين . وقال الليث : يقال عميق ومعيق لتميم ، وأعمقت البئر وأمعقتها وقد عمقت ومعقت عماقة ومعاقة وهي بعيدة العمق والمعق والأمعاق والأعماق أطراف المفازة قال : وقائم الأعماق خاوي المخترق التفث : أصله الوسخ والقذر ، يقال لمن يستقذر : ما تفثك . وعن قطرب : تفث الرجل كثر وسخه في سفره . وقال أبو محمد البصري : التفث من التف وهو وسخ الأظفار ، وقلبت الفاء ثاء كمغثور . السحيق : البعيد . وجب الشيء سقط ، ووجبت الشمس جبة قال أوس بن حجر : ألم يكسف الشمس شمس النها ر والبدر للجبل الواجب القانع : السائل ، قنع قنوعاً سأل وقنع قناعة تعفف واستغنى ببلغته . قال الشماخ : مفاقره أعف من القنوع لمال المرء يصلحه فيغني الوثن : قال شمر كل تمثال من خشب أو حجارة أو ذهب أو فضة أو نحاس ونحوها ، وكانت العرب تنصبها وتعبدها ويطلق على الصليب . قال الأعشى : يطوف العفاة بأبوابه كطوف النصارى بباب الوثن وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعديّ بن حاتم وقد رأى في عنقه صلياً : { ألق الوثن عنك} . واشتقاقه من وثن الشيء أقامه في مكانه وثبت ، والواثن المقيم الراكز في مكانه . وقال رؤبة : على أخلاء الصفاء الوثن يعني الدوم على العهد . البدن : جمع بدنة كثمر جمع ثمرة قاله الزجاج ، سميت بذلك لأنها تبدن أي تسمن . وقال الليث : البدنة بالهاء تقع على الناقة والبقرة والبعير مما يجوز في الهدي والأضاحي ، ولا يقع على الشاة وسميت بدنة لعظمها . وقيل : تختص بالإبل . وقيل : ما أشعر من ناقة أو بقرة قاله عطاء وغيره . وقيل : البدن مفرد اسم جنس يراد به العظيم السمين من الإبل والبقر ، ويقال للسمين من الرجال . المعتر : المتعرض من غير سؤال . وقال ابن قتيبة : غرّه واغترّه وعراه واعتراه أتاه طالباً لمعروفه . قال الشاعر : سلي الطارق المعتر يا أمّ مالك إذا ما اعتراني بين قدري ومجزري وقال الآخر : لعمرك ما المعتر يغشى بلادنا لنمنعه بالضائع المنهضم {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب اللّه شديد ومن الناس من يجادل في اللّه بغير علم ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه أنه من تولاه فإنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ذلك بأن اللّه هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن اللّه يبعث من في القبور . هذه السورة مكية إلا { هذان خصمان } إلى تمام ثلاث آيات قاله ابن عباس ومجاهد ، وعن ابن عباس أيضاً إنهن أربع آيات إلى قوله { عَذَابَ الْحَرِيقِ } وقال الضحاك : هي مدنية . وقال قتادة : إلاّ من قوله { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَى عَذَابِ مُّقِيمٌ} وقال الجمهور : منها مكي ومنها مدني . ومناسبة أولهذه السورة لما قبلها أنه ذكر تعالى حال الأشقياء والسعداء وذكر الفزع الأكبر وهو ما يقول يوم القيامة ، وكان مشركو مكة قد أنكروا المعاد وكذبوه بسبب تأخر العذاب عنهم . نزلت هذه السورة تحذيراً لهم وتخويفاً لما انطوت عليه من ذكر زلزلة الساعة وشدّة هولها ، وذكر ما أعد لمنكرها وتنبيههم على البعث بتطويرهم في خلقهم ، وبهمود الأرض واهتزازها بعد بالنبات ، والظاهر أن قوله { يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ } عام . وقيل : المراد أهل مكة ، ونبه تعالى على سبب اتقائه وهو ما يؤول إليه من أهوال الساعة وهو على حذف مضاف أي { اتَّقَوْاْ } عذاب { رَبُّكُمْ } ، والزلزلة الحركة المزعجة وهي عند النفخة الأولى . وقيل : عند الثانية . وقيل : عند قول اللّه يا آدم ابعث بعث النار . وقال الجمهور : في الدنيا آخر الزمان ويتبعها طلوع الشمس من مغربها . وعن الحسن : يوم القيامة . وعن علقمة والشعبي : عند طلوع الشمس من مغربها ، وأضيفت إلى الساعة لأنها من أشراطها ، والمصدر مضاف للفاعل فالمفعول المحذوف وهو الأرض يدل عليه { إِذَا زُلْزِلَتِ الاْرْضُ زِلْزَالَهَا } والناس ونسبة الزلزلة إلى { السَّاعَةَ } مجاز ، ويجوز أن يضاف إلى المفعول به على طريقة الاتساع في الظرف ، فتكون { السَّاعَةَ } مفعولاً بها وعلى هذه التقادير يكون ثم { زَلْزَلَةَ } حقيقة . وقال الحسن : أشد الزلزال ما يكون مع قيام الساعة . وقيل : الزلزلة استعارة ، والمراد أشد الساعة وأهوال يوم القيامة و { شَىْء } هنا يدل على إطلاقه على المعدوم لأن الزلزلة لم تقع بعد ، ومن منع إيقاعه على المعدوم قال : جعل الزلزلة شيئاً لتيقن وقوعها وصيرورتها إلى الوجود . |
﴿ ١ ﴾