٨

ذلك بأن اللّه . . . . .

ذلك الذي ذكرنا من خلق بني آدم وتطورهم في تلك المراتب ، ومن إحياء الأرض حاصل بهذا وهو حقيقته تعالى فه الثابت الموجود القادر على إحياء الموتى وعلى كل مقدور وقد وعد بالبعث وهو قادر عليه فلا بد من كيانه . وقوله { وَأَنَّ السَّاعَةَ } إلى آخره توكيد لقوله { ذالِكَ بِأَنَّ اللّه } والظاهر أن قوله { وَأَنَّ السَّاعَةَ ءاتِيَةٌ } ليس داخلاً في سبب ما تقدم ذكره ، فليس معطوفاً على أنه الذي يليه ، فيكون على تقدير . والأمر { إِنَّ السَّاعَةَ } وذلك مبتدأ وبأن الخبر .

وقيل ذلك منصوب بمضمر أي فعلنا ذلك .

ذلك بأن اللّه . . . . .

الظاهر أن المجادل في هذه الآية غير المجادل في الآية قبلها ، فعن محمد بن كعب أنها نزلت في الأخنس بن شر.

وعن ابن عباس في أبي جهل .

وقيل :الأولى في المقلدين وهذه في المقلدين ، والجمهور على أنها والتي قبلها في النضر كررت مبالغة في الذم ، ولكون كل واحدة اشتملت على زيادة ليست في الأخرى . وقد قيل فيه : نه نزلت فيه بضع عشرة آية . و

قال ابن عطية : وكرر هذه على وجه التوبيخ ، فكأنه يقول : هذه الأمثال في غاية الوضوح والبيان { وَمِنَ النَّاسِ } مع ذلك { مَن يُجَادِلُ } فكان الواو واو الحال ، والآية المتقدمة الواو فيها واو العطف عطفت جملة الكلام على ما قبلها ، والآية على معنى الإخبار وهي ههنا مكررة للتوبيخ انتهى . ولا يتخيل أن الواو في { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ } واو حال ، وعلى تقدير الجملة التي قدّرها قبله لو كان مصرحاً بها لم يتقدّر بإذ فلا تكون للحال ، وإنما هي للعطف قسم المخذولين إلى مجادل { فِى اللّه بِغَيْرِ عِلْمٍ } متبع لشيطان مريد ، ومجادل { بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ } إلى آخره وعابد ربه على حرف والمراد بالعلم العلم الضروري ، وبالهدى الاستدلال والنظر لأنه يهدي إلى المعرفة ، وبالكتاب المنير الوحي أي { يُجَادِلُ } بغير واحد من هذه الثلاثة .

﴿ ٨