١٠

ثاني عطفه ليضل . . . . .

وانتصب { ثَانِىَ عِطْفِهِ } على الحال من الضمير المستكن في { يُجَادِلُ } قال ابن عباس : متكبراً ، ومجاهد : لاوياً عنقه بقبح ، والضحاك شامخاً بأنفه وابن جريج : معرضا عن الحق ،

وقرأ الحسن ثاني عطف بفتح العين أي : تعطفه وترحمه و { ليضل} متعلق ب { تجادل}

وقرأ مجاهد وأهل مكة وأبو عمرو في رواية { لِيُضِلَّ } بفتح الياء أي { لِيُضِلَّ } في نفسه والجمهور بضمها أي { لِيُضِلَّ } غيره ، وهو يترتب على إضلاله كثرة العذاب ، إذ عليه وزر من عمل به . ولما كان مآل جداله إلى الإضلال كان كأنه علة له ، وكذلك لما كان معرضاً عن الهدى مقبلاً على الجدال بالباطل كان كالخارج من الهدى إلى الضلال .

والخزي في الدنيا ما لحقه يوم بدر من الأسر والقتل والهزيمة ، وقد أسر النضر .

وقيل : يوم بدر بالصفراء . و { الْحَرِيقِ } قيل طبقة من طباق جهنم ، وقد يكون من إضافة الموصوف إلى صفته أي العذاب الحريق أي المحرق كالسميع بمعنى المسمع .

وقرأ زيد بن عليّ فأذيقه بهمزة المتكلم ذلك إشارة إلى الخزي والإذاقة ، وجوزوا في إعراب ذلك هذا ما جوزوا في إعراب ذلك بأن اللّه هو الحق . وتقدم المراد في { بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ } أي باجترامك وبعدل اللّه فيك إذ عصيته ، ويحتمل أن يكون وأن اللّه متقطعاً ليس ذلك في السبب والتقدير والأمر أن اللّه .

قال ابن عطية : والعبيد هنا ذكروا في معنى مسكنتهم وقلة قدرتهم ، فلذلك جاءت هذه الصيغة انتهى . وهو يفرق بين العبيد والعباد وقد رددنا عليه تفرقته في أواخر آل عمران في قوله { وَأَنَّ اللّه لَيْسَ بِظَلَّامٍ لّلْعَبِيدِ } وشرحنا هنا قوله { بِظَلَّامٍ}

﴿ ١٠