١٢ومن الناس من . . . . . من { يَعْبُدُ اللّه } نزلت في أعراب من أسلم وغطفان تباطؤوا عن الإسلام وقالوا : نخاف أن لا ينصر محمد فينقطع ما بيننا وبين حلفائنا من يهود فلا يقرونا ولا يؤونا . وقيل : في أعراب لا يقين لهم يسلم أحدهم فيتفق تثمير ماله وولادة ذكر وغير ذلك من الخير ، فيقول : هذا دين جيد أو ينعكس حاله فيتشاءم ويرتد كما جرى للعرنيين قال معناه ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم . وعن ابن عباس : في شيبة بن ربيعة أسلم قبل ظهور الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، فلما أوحى إليه ارتد . وقيل : في يهودي أسلم فأصيب فتشاءم بالإسلام ، وسأل الرسول إلا قاله فقال : { إن الإسلام لا يقال } فنزلت . وعن الحس : هو المنافق يعبده بلسانه دون قلبه وقال ابن عيسى : على ضعف يقين . وقال أبو عبيد { عَلَى حَرْفٍ } على شك . وقال ابن عطية { حَرْفٍ } على انحراف منه عن العقيدة البيضاء ، أو على شفا منها معداً للزهوق . وقال الزمخشري { عَلَى حَرْفٍ } على طرف من الدين لا في وسطه وقبله ، وهذا مثل لكونهم على قلق واضطراب في دينهم لا على سكون وطمأنينة كالذي يكون على طرف من العسكر ، فأن أحسن بظفر وغنيمة قرّ واطمأنّ وإلاّ فرّ وطار على وجهه انتهى . وخسرانه الدنيا إصابته فيها بما يسوؤه من ذهاب ماله وفقد أحبائه فلم يسلم للقضاء . وخسران الآخرة حيث حرم ثواب من صبر فارتد عن الإسلام . وقرأ مجاهد وحميد والأعرج وابن محيصن من طريق الزعفراني وقعنب والجحدري وابن مقسم خاسر الدنيا اسم فاعل نصباً على الحل . وقرىء خاسر اسم فاعل مرفوعاً على تقدير وهو خاسر . وقال الزمخشري : والرفع على الفاعلية ووضع الظاهر موضع الضمير وهو وجه حسن انتهى . وقرأ الجمهور : { خُسْرٍ } فعلاً ماضياً وهو استئناف إخبار ، ويجوز أن يكون في موضع الحال ولا يحتاج إلى إضمار قد لأنه كثر وقوع الماضي حالاً في لسان العرب بغير قد فساغ القياس عليه ، وأجاز أبو الفضل الرازي أن يكون بدلاً من قوله { انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ } كما كان يضاعف بدلاً من يلق . وتقدم تفسير { الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ } في قوله { ضَلَالاً بَعِيداً } ونفى هنا الضر والنفع وأثبتهما في قوله { لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ } وذلك لاختلاف المتعلق ، وذلك أن قوله { مَا لاَ يَنفَعُهُمْ } هو الأصنام والأوثان ، ولذلك أتى التعبير عنها بما التي لا تكون لآحاد من يعقل . |
﴿ ١٢ ﴾