٣٦والبدن جعلناها لكم . . . . . وقرأ الجمهور { وَالْبُدْنَ } بإسكان الدال . وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وشيبة وعيسى بضمها وهي الأصل ، ورويت عن أبي جعفر ونافع . وقرأ ابن أبي إسحاق أيضاً بضم الياء والدال وتشديد النون ، فاحتمل أن يكون اسماً مفرداً بُني على فعل كعتل ، واحتمل أن يكون التشديد من التضعيف الجائز في الوقف ، وأجرى الوصل مجرى الوقف ، والجمهور على نصب { وَالْبُدْنَ } على الاشتغال أي وجعلنا { البدن } وقرىء بالرفع على الابتداء و { اللّه لَكُمْ } أي لأجلكم و { مِن شَعَائِرِ } في موضع المفعول الثاني ، ومعنى { مِن شَعَائِرِ اللّه } من أعلام الشريعة التي شرعها اللّه وأضافها إلى اسمه تعالى تعظيماً لها { لَكُمْ فِيهَا } قال ابن عباس : نفع في الدنيا ، وأجر في الآخرة . وقال السدّي أجر . وقال النخعي : من احتاج إلى ظهرها ركب وإلى لبنها شرب { اللّه عَلَيْهَا صَوَافَّ } أي على نحرها . قال مجاهد : معقولة . وقال ابن عمر ، قائمة قد صفت أيديها بالقيود . وقال ابن عيسى : مصطفة وذكر اسم اللّه أن يقول عند النحر اللّه أكبر لا إله إلا اللّه واللّه أكبر ، اللّهم منك وإليك . وقرأ أبو موسى الأشعري والحسن ومجاهد وزيد بن أسلم وشقيق وسليمان التيمي والأعرج : صوافي جمع صافية ونون الياء عمرو بن عبيد . قال الزمخشري : التنوين عوض من حرف عند الوقف انتهى . والأولى أن يكون على لغة من صرف ما لا ينصرف ، ولا سيما الجمع المتناهي ، ولذلك قال بعضهم والصرف في الجمع أي كثيراً حتى ادّعى قوم به التخيير أي خوالص لوجه اللّه تعالى لا يشرك فيها بشيء ، كما كانت الجاهلية تشرك . وقرأ الحسن أيضاً{ صَوَافَّ } مثل عوار وهو على قول من قال فكسرت غار لحمه يريد عارياً وقولهم : اعط القوس باريها . وقرأ عبد اللّه وابن عمر وابن عباس والباقر وقتادة ومجاهد وعطاء والضحاك والكلبي والأعمش بخلاف عنه صوافن بالنون ، والصافنة من البدن ما اعتمدت على طرف رجل بعد تمكنها بثلاث قوائم وأكثر ما يستعمل في الخيل { فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا } عبارة عن سقوطها إلى الأرض بعد نحرها . قال محمد بن كعب ومجاهد وإبراهيم والحسن والكلبي { الْقَانِعَ } السائل { وَالْمُعْتَرَّ } المعترض من غير سؤال ، وعكست فرقة هذا . وحكى الطبري عن ابن عباس { الْقَانِعَ } المستغني بما أعطيه { وَالْمُعْتَرَّ } المعترض من غير سؤال . وحكى عنه { الْقَانِعَ } المتعفف { وَالْمُعْتَرَّ } السائل . وعن مجاهد { الْقَانِعَ } الجار وإن كان غنياً . وقال قتادة { الْقَانِعَ } من القناعة { وَالْمُعْتَرَّ } المعترض للسؤال . وقيل { المعتر } الصديق الزائر . وقرأ أبو رجاء : القنع بغير ألف أي { وَأَطْعِمُواْ الْقَانِعَ } فحذف الألف كالحذر والحاذر . وقرأ الحسن والمعتري اسم فاعل من اعترى . وقرأ عمرو وإسماعيل { وَالْمُعْتَرَّ } بكسر الراء دون ياء ، هذا نقل ابن خالويه . وقال أبو الفضل الرازي في كتاب اللوامح أبو رجاء بخلاف عنه ، وابن عبيد والمعتري على مفتعل . وعن ابن عباس برواية المقري { وَالْمُعْتَرَّ } أراد المعتري لكنه حذف الياء تخفيفاً واستغناءً بالكسرة عنها ، وجاء كذلك عن أبي رجاء . قال ابن مسعود : الهدي أتلات . وقال جعفر بن محمد أطعم القانع والمعتر ثلثاً ، والبائس الفقير ثلثاً ، وأهلي ثلثاً . وقال ابن المسيب : ليس لصاحب الهدي منه إلاّ الربع وهذا كله على جهة الاستحباب لا الفرض قاله ابن عطية { كَذالِكَ } سخرها لكم أي مثل ذلك التسخير { سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ} |
﴿ ٣٦ ﴾