٥٨

{وَلُوطاً } : عطف على { صَالِحاً } ،أي وأرسلنا لوطاً ، أو على { الَّذِينَ كَفَرُواْ } ،أي وأنجينا لوطاً ، أو باذكر مضمرة ، وإذ بدل منه ، أقوال . و { أَتَأْتُونَ } : استفهام إنكار وتوبيخ ، وأبهم أولاً في قوله :{ الْفَاحِشَةُ } ، ثم عينها في قوله :{ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرّجَالَ } ، وقوله :{ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } : أي تعلمون قبح هذا الفعل المنكر الذي أحدثتموه ، وأنه من أعظم الخطايا ، والعلم بقبح الشيء مع إتيانه أعظم في الذنب ، أو آثار العصاة قبلكم ، أو ينظر بعضكم إلى بعض لا يستتر ولا يتحاشى من إظهار ذلك مجانة وعدم اكتراث بالمعصية الشنعاء ، أقوال ثلاثة . وانتصب { شَهْوَةً } على أنه مفعول من أجله ، و { تَجْهَلُونَ } غلب فيه الخطاب ، كما غلب في { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} ومعنى :{ تَجْهَلُونَ } ،أي عاقبة ما أنتم عليه ، أو تفعلون فعل السفهاء المجان ، أو فعل من جهل أنها معصية عظيمة مع العلم أقوال . ولما أنكر عليهم ونسب إلى الجهل ، ولم تكن لهم حجة فيما يأتونه من الفاحشة ، عدلوا إلى المغالبة والإيذاء ، وتقدم معنى يتطهرون في الأعراف .

وقرأ الجمهور :{ جَوَابَ } بالنصب ؛ والحسن ، وابن أبي إسحاق : بالرفع ، والجمهور :{ قَدَّرْنَاهَا } ، بتشديد الدال ؛ وأبو بكر بتخفيفها ، وباقي الآية تقدم تفسير نظيره في الأعراف . وساء : بمعنى بئس ، والمخصوص بالذم محذوف ، أي مطرهم .

﴿ ٥٨