٥٠{وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ايَةٌ مّن رَّبّهِ } : أي قريش ، وبعض اليهود كانوا يعلمون قريشاً مثل هذا الاقتراح يقولون له : ألا يأتيكم بآية مثل آيات موسى من العصا وغيرها ؟ وقرأ العربيان ، ونافع ، وحفص : آيات ، على الجمع ؛ وباقي السبعة : على التوحيد .{ قُلْ إِنَّمَا الاْيَاتُ عِندَ اللّه } ، ينزل أيتها شاء ، ولو شاء أن ينزل ما يقترحونه لفعل .{ وَإِنَّمَا أَنَاْ نَذِيرٌ } بما أعطيت من الآيات . وذكر يحيى بن جعدة أن ناساً من المسلمين أتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، بكتب قد كتبوا فيها بعض ما يقول اليهود ، فلما نظر إليها ألقاها وقال : { كفر بها جماعة قوم أو ضلالة قوم أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إلى ما جاء به غير نبيهم } ، فنزلت : {أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ} والذي يظهر أنه رد على الذين قالوا :{ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءايَةٌ مّن رَّبّهِ } : أيأو لم يكفهم آية مغنية عن سائر الآيات ، إن كانوا طالبين للحق ، غير متعنتين هذا القرآن الذي تدوم تلاوته عليهم في كل مكان وزمان ؟ فلا تزال معهم آية ثابتة لا تزول ولا تضمحل ، كما تزول كل آية بعد وجودها ، ويكون في مكان دون مكان . إن في هذه الآية الموجودة في كل مكان وزمان لرحمة لنعمة عظيمة لا تنكر وتذكر . |
﴿ ٥٠ ﴾