٤٥

{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ } : أي يوم القيامة .{ سَلَامٌ } : أي تحية اللّه لهم . يقول للمؤمنين : السلام عليكم ، مرحباً بعبادي الذين أرضوني باتباع أمري ، قاله الرقاشي .

وقيل : يحييهم الملائكة بالسلامة من كل مكروه . وقال البراء بن عازب : معناه أن ملك الموت لا يقبض روح المؤمن حتى يسلم عليه . وقال ابن مسعود : إذا جاء ملك الموت لقبض روح المؤمن قال : ربك يقرؤك السلام ، قيل : فعلى هذا الهاء في قوله :{ يَلْقَوْنَهُ } كناية عن غير مذكور ،

وقيل : سلام الملائكة عند خروجهم من القبور . وقال قتادة : يوم دخولهم الجنة يحيي بعضهم بعضاً بالسلام ، أي سلمنا وسلمت من كل مخوف .

وقيل : تحييهم الملائكة يومئذ .

وقيل : هو سلام ملك الموت والملائكة معه عليهم ، وبشارتهم بالجنة . والتحية مصدر في هذه الأقوال أضيف إلى المفعول ، إلا في قول من قال إنه مصدر مضاف للمحيي والمحيا ، لا على جهة العمل ، لأن الضمير الواحد لا يكون فاعلاً مفعولاً ، ولكنه كقوله :{ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ } : أي للحكم الذي جرى بينهم ، وليبعث إليهم ، فكذلك هذه التحية الجارية بينهم هي سلام . وفرق المبرد بين

التحية والسلام فقال : التحية يكون ذلك دعاء ، والسلام مخصوص ، ومنه : { وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً} والأجر الكريم : الجنة ، { شَاهِداً } على من بعثت إليهم ، وعلى تكذيبهم وتصديقهم ، أي مفعولاً قولك عند اللّه ، وشاهداً بالتبليغ إليهم ، وبتبليغ الأنبياء قولك . وانتصب { شَاهِداً } على أنه حال مقدّرة ، إذا كان قولك عند اللّه وقت الإرسال لم يكن شاهداً عليهم ، وإنما يكون شاهداً عند تحمل الشهادة وعند أدائها ، أو لأنه أقرب زمان البعثة ، وإيمان من آمن وتكذيب من كذب كان ذلك وقع في زمان واحد .

﴿ ٤٥