٣٩

{فَإِنِ اسْتَكْبَرُواْ } : أي تعاظموا على اجتناب ما نهيت من السجود لهذين المحدثين المربوبين ، وامتثال ما أمرت به من السجود للخالق لهن ؛ فإن الملائكة الذين هم عند اللّه بالمكانة والرتبة الشريفة ينزهونه عن ما لا يليق بكبريائه ، { وَهُمْ لاَ يَسْئَمُونَ } : أي لا يملون ذلك ، وهم خير منكم ، مع أنه تعالى غني عن عبادتكم وعبادتهم . ولما ذكر شيئاً من الدلائل العلوية ، ذكر شيئاً من الدلائل السفلية فقال :{ وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الاْرْضَ خَاشِعَةً } : أي غبراء دارسة ، كما قال :

ونؤى كجذم الحوض أبلم خاشع

استعير الخشوع لها ، وهو التذلل لما ظهر بها من القحط وعدم النبات وسوء العيش عنها ، بخلاف أن تكون معشبة وأشجاراً مزهرة ومثمرة ، فذلك هو حياتها . وقال السدّي : خاشعة ميتة يابسة ، وتقدّم الكلام على قوله :{ فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } تفسيراً وقراءة في أوائل سورة الحج .{ إِنَّ الَّذِى أَحْيَاهَا فَانظُرْ إِلَى } : يرد الأرواح إلى الأجساد ، إنه على كل شيء قدير : لا يعجزه شيء تعلقت به إرادته .

﴿ ٣٩