٤٢

أفأنت تسمع الصم . . . . .

لما ذكر تعالى حال الكفار وما يقال لهم . وكانت قريش تسمع ذلك ، فلا تزداد إلا عتواً واعتراضاً ، وكان هو / صلى اللّه عليه وسلم ، يجتهد في تحصيل الإيمان لهم . خاطبة تعالى تسلية له باستفهام تعجيب ، أي أن هؤلاء صم ، فلا يمكنك إسماعهم ، عميٌ حيارى ، فلا يمكنك أن تهديهم ، وإنما ذلك راجع إليه تعالى . ولما كانت حواسهم لن ينتفعوا بها الانتفاع الذي يجري خلاصهم من عذاب اللّه ، جعلوا صماً عمياً حيارى ، ويزيد بهم قريشاً ، فهم جامعو الأوصاف الثلاثة ، ولذلك عاد الضمير عليهم في قوله : { فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ } ، ولم يجر لهم ذكر إلا في قوله :{ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ } الآية . والمعنى : أن قبضناك قبل نصرك عليهم ، فإنا منهم منتقمون في الآخرة كقوله :{أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } ،{أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِى وَعَدْنَاهُمْ } من العذاب النازل بهم كيوم بدر ، { فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ } : أي هم في قبضتنا ، لا يفوتوننا ، وهذا قول الجمهور . وقال الحسن

وقتادة : المتوعد هم الأمة ، أكرم اللّه تعالى نبيه عن أن ينتقم منهم في حياته ، كما انتقم من أمم الأنبياء في حياتهم ، فوقعت النقمة منهم بعد موته عليه السلام في العين الحادثة في صدر الإسلام ، مع الخوارج وغيرهم . وقرىء : نرينك بالنون الخفيفة .

﴿ ٤٢