٨

والذين كفروا فتعسا . . . . .

{فَتَعْساً لَّهُمْ } : قال ابن عباس : بعد الهم ؛ وابن جريج ، والسدي : حزناً لهم ؛ والحسن : شتماً ؛ وابن زيد : شقاء ؛ والضحاك : رغماً ؛

وحكى النقاش : قبحاً .{ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ } : مبتدأ ، والفاء داخلة في

خبر المبتدأ وتقديره : فتعسهم اللّه تعساً . فتعساً : منصوب بفعل مضمر ، ولذلك عطف عليه الفعل في قوله : { وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} ويجوز أن يكون الذين منصوباً على إضمار فعل يفسره قوله :{ فَتَعْساً لَّهُمْ } ، كما تقول : زيداً جدعاً له .

وقال الزمخشري :

فإن قلت : على م عطف قوله : وأضل أعمالهم ؟

قلت : على الفعل الذي نصب تعساً ، لأن المعنى : فقال تعساً لهم ، أو فقضى تعساً لهم ؛ وتعساً لهم نقيض لعى له . انتهى . وإضمار ما هو من لفظ المصدر أولى ، لأن فيه دلالة على ما حذف .

وقال ابن عباس : يريد في الدنيا القتل ، وفي الآخرة التردي في النار . انتهى .

وفي قوله :{ فَتَعْساً لَّهُمْ } : أي هلاكاً بأداة تقوية لقلوب المؤمنين ، إذ جعل لهم التثبيت ، وللكفار الهلاك والعثرة .

﴿ ٨