٣

إن الذين يغضون . . . . .

{إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ } ،قيل : نزلت في أبي بكر وعمر ، رضي اللّه تعالى عنهما ، لما كان منهما من غض الصوت والبلوغ به أخا السرار .{ امْتَحَنَ اللّه قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى } : أي جربت ودربت للتقوى ، فهي مضطلعة بها ، أو وضع الامتحان موضع المعرفة ، لأن تحقيق الشيء باختباره ، أي عرف قلوبهم كائنة للتقوى في موضع الحال ، أو ضرب اللّه قلوبهم بأنواع المحن لأجل التقوى ، أي لتثبت وتظهر تقواها .

وقيل : أخلصها للتقوى من قولهم : امتحن الذهب وفتنة إذا أذابه ، فخلص إبريزه من خبثه . وجاءت في هذه الآية إن مؤكدة لمضمون الجملة ، وجعل خبرها جملة من اسم الإشارة الدال على التفخيم والمعرفة بعده ، جائياً بعد ذكر جزائهم على غض أصواتهم . وكل هذا دليل على أن الارتضاء بما فعلوا من توقير النبي صلى اللّه عليه وسلم ، بغض أصواتهم ، وفيها تعريض بعظيم ما ارتكب رافعو أصواتهم واستجابهم ضد ما استوجبه هؤلاء .

﴿ ٣