١٤

كذبت قبلهم قوم . . . . .

ولما ذكر تعالى قوله : { بَلْ كَذَّبُواْ بِالْحَقّ لَمَّا جَاءهُمْ } ، ذكر من كذب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، تسلية لرسوله صلى اللّه عليه وسلم ، وتقدم الكلام على مفردات هذه الآية هذه الآية وقصص من ذكر فيها .

وقرأ أبو جعفر ، وشيبة ، وطلحة ، ونافع : الأيكة بلام التعريف ؛ والجمهور : ليكة .{ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ } : أي كلهم ، أي جميعهم كذب ؛ وحمل على لفظ كل ، فأفرد الضمير في كذب .

وقال الزمخشري : يجوز أن يراد به كل واحد منهم . انتهى . والتنوين في كل تنوين عوض من المضاف إليه المحذوف . وأجاز محمد بن الوليد ، وهو من قدماء نحاة مصر ، أن يحذف التنوين من كل جعله غاية ، ويبنى على الضم ، كما يبنى قبل وبعد ، فأجاز كل منطلق بضم اللام دون تنوين ، ورد ذلك عليه الأخفش الصغير ، وهو علي بن سليمان .{ فَحَقَّ وَعِيدِ } : أي وجب تعذيب الأمم المكذبة وإهلاكهم ، وفي ذلك تسلية للرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وتهديد لقريش ومن كذب الرسول .

﴿ ١٤