١٦

ولقد خلقنا الإنسان . . . . .

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ } : هذه آيات فيها إقامة حجج على الكفار في إنكارهم البعث ، والإنسان إسم جنس .

وقيل : آدم .{ وَنَحْنُ أَقْرَبُ } : قرب علم به وبأحواله ، لا يخفى عليه شيء من خفياته ، فكأن ذاته قريبة منه ، كما يقال : اللّه في كل مكان ، أي بعلمه ، وهو منزه عن الأمكنة . و { حَبْلِ الْوَرِيدِ } : مثل في فرط القرب ، كقول العرب : هو مني مقعد القابلة ، ومقعد الإزار . قال ذو الرمة :

والموت أدنى لي من الوريد

والحبل : العرق الذي شبه بواحد الحبال ، وإضافته إلى الوريد للبيان ، كقولهم : بعير سانية . أو يراد حبل العاتق ، فيضاف إلى الوريد ، كما يضاف إلى العاتق لاجتماعهما في عضو واحد ، والعامل في إذ أقرب .

وقيل : اذكر ، قيل : ويحسن تقدير اذكر ، لأنه أخبر خبراً مجرداً بالخلق والعلم بخطرات الأنفس ، والقرب بالقدرة والملك .

﴿ ١٦