٢٧قال قرينه ربنا . . . . . {قَالَ قرِينُهُ } : لم تأت هذه الجملة بالواو ، بخلاف { وَقَالَ قَرِينُهُ } قبله ، لأن هذه استؤنفت كما استؤنفت الجمل في حكاية التقاول في مقاولة موسى وفرعون ، فجرت مقاولة بين الكافر وقرينه ، فكأن الكافر قال ربي هو أطغاني ، { قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ} وأما { وَقَالَ قَرِينُهُ } فعطف لدلالة على الجمع بين معناها ومعنى ما قبلها في الحصول ، أعني مجيء كل نفس مع الملكين . وقول قرينه : ما قال له ، ومعنى ما أطغيته : تنزيه لنفسه من أنه أثر فيه ، { وَلَاكِن كَانَ فِى ضَلَالٍ بَعِيدٍ } : أي من نفسه لا مني ، فهو الذي استحب العمى على الهدى ، كقوله :{ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُمْ مّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِى } ، وكذب القرين ، قد أطغاه بوسوسته وتزيينه . |
﴿ ٢٧ ﴾