٢

وإن يروا آية . . . . .

{وَإِن يَرَوْاْ ءايَةً يُعْرِضُواْ } ، وقرىء : وإن يروا مبنياً للمفعول : أي من شأنهم وحالتهم أنهم متى رأوا ما يدل على صدق الرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الآيات الباهرة أعرضوا عن الإيمان به وبتلك الآية . وجاءت الجملة شرطية ليدل على أنهم في الاستقبال على مثل حالهم في الماضي ، ويقولوا :{ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } : أي دائم ، ومنه قول الشاعر : ألا إنما الدنيا ليال وأعصر

وليس على شيء قويم بمستمر

لما رأوا الآيات متوالية لا تنقطع ، قالوا ذلك . وقال أبو العالية والضحاك والأخفش : مستمر : مشدود موثق من مرائر الحبل ، أي سحر قد أحكم ، ومنه قول الشاعر : حتى استمرت على سر مريرته

صدق العزيمة لا رياً ولا ضرعا

وقال أنس ويمان ومجاهد والكسائي والفراء ، واختاره النحاس : مستمر : مار ذاهب زائل عن قريب ، عللوا بذلك أنفسهم .

وقيل مستمر : شديد المرارة ، أي مستبشع عندنا مر ، يقال : مر الشيء وأمر ، إذا صار مراً ، وأمر غيره

ومره ، يكون لازماً ومتعدياً .

وقيل : مستمر : يشبه بعضه بعضاً ، أي استمرت أفعاله على هذا الوجه من التخيلات .

وقيل : مستمر : مار من الأرض إلى السماء ، أي بلغ من سحره أنه سحر القمر .

﴿ ٢