٢

الرحمن

النجم : النبات الذي لا ساق له ، من نجم : أي ظهر وطلع . الأنام : الحيوان . العصف : ورق الزرع . الريحان : كل مشموم طيب الريح من النبات . المرجان : الخرز الأحمر ،

وقيل : صغار الدر ، واللؤلؤ كباره ، واللؤلؤ بناء غريب . قيل : لا يحفظ منه في كلام العرب أكثر من خمسة ؛ اللؤلؤ ، والجؤجؤ ، والدؤدؤ ، واليؤيؤ طائر ، والبؤبؤ . والنفوذ : الخروج من الشيء بسرعة . الشواظ : اللّهب الخالص بغير دخان . وقال حسان : هجوتك فاختضعت لها بذل

بقافية تأجج كالشواظ

وقال رؤبة :

ونار حرب تسعر الشواظا

وتضم شينه وتكسر . النحاس ، قال الخليل : والنحاس هو الدخان الذي لا لهب له ، وهو معروف في كلام العرب . قال نابغة بني جعدة : تضيء كضوء سراج السليط

لم يجعل اللّه فيه نحاساً

وقال الكسائي : النحاس هو النار الذي له ريح شديد ،

وقيل : الصفر المذاب ، وتضم نونه وتكسر . الوردة : الشديدة الحمرة ، يقال : فرد ورد ، وحجرة وردة . الدهان : الجلد الأحمر . أنشد القاضي منذر بن سعد ، رحمه اللّه : تبعن الدهان الحمر كل عشية

بموسم بدر أو بسوق عكاظ

الناصية : مقدم الرأس . آن : نهاية في الحر . الأفنان ، جمع فنن : وهو الغصن ، أو جمع فن : وهو النوع . قال الشاعر : ومن كل أفنان اللذاذة والصبى

لهوت به والعيش أخضر ناضر

وقال نابغة بني ذبيان : بكاء حمامة تدعو هديلا

مفجعة على فنن تغني

الجني : ما يقطف من الثمرة ، وهو فعل بمعنى مفعول ، كالقبض بمعنى مقبوض . قاصرات الطرف : قصرت ألحاظهن على أزواجهنّ . قال الشاعر : من القاصرات الطرف لو دب محول

من الذر فوق الأثب منها لأثرا

الطمث : دم الحيض ودم الافتضاض . الياقوت : حجر معروف ،

وقيل : لا تؤثر فيه النار ، قال الشاعر : وطالما أصلى الياقوت جمر غضى

ثم انطفى الجمر والياقوت ياقوت

الادهمام : السواد . النضح : فوران الماء . المقصورة : المحبوسة ،

ويقال : قصيرة وقصورة : أي مخدرة . وقال كثير : وأنت التي حببت كل قصيرة

إليّ ولم تشعر بذاك القصائر

عنيت قصيرات الحجال ولم أرد

قصار الخطا شر النساء البحاتر

الخيمة معروفة ، وهي بيت المرتحل من خشب وتمام وسائر الحشيش ، وإذا كان من شعر فهو بيت ، ولا يقال له خيمة ، ويجمع على خيام وخيم . قال جرير : متى كان الخيام بذي طلوح

سقيت الغيث أيتها الخيام

الرفرف : ما يدلى من الأسرة من غالي الثياب . وقال الجوهري : ثياب خضر تتخذ منها المجالس ، الواحدة رفرفة ، واشتقاقه من رف إذا ارتفع ، ومنه رفرفة الطائر لتحريك جناحيه وارتفاعه في الهواء ، وسمي الطائر رفرافاً ، ورفرف جناحيه : حركهما ليقع على الشيء ، ورفرف السحاب : هسد به . العبقري : منسوب إلى عبقر ، تزعم العرب أنه بلد الجن ، فينسبون إليه كل شيء عجيب . قال زهير :

بخيل عليها جنة عبقرية

جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا

وقال امرؤ القيس : كأن صليل المرء حين يشذه

صليل زيوف ينتقدن بعبقرا

وقال ذو الرمة : حي كأن رياض العف ألبسها

من وشي عبقر تحليل وتنجيد

وقال الخليل : العبقري : كل جليل نفيس من الرجال والنساء وغيرهم . الجلال : العظمة . قال الشاعر : خبر ما قد جاءنا مستعمل

جل حتى دق فيه الأجل

هذه السورة مكية في قول الجمهور ، مدنية في قول ابن مسعود .

وعن ابن عباس : القولان ، وعنه : سوى آية هي مدنية ، وهي :{ يَسْأَلُهُ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ } الآية . وسبب نزولها فيما قال مقاتل : أنه لما نزل { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُواْ لِلرَّحْمَانِ } الآية ، قالوا : ما نعرف الرحمن ، فنزلت :{ الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْءانَ}

وقيل : لما قالوا { إِنَّمَا يُعَلّمُهُ بَشَرٌ } ، أكذبهم اللّه تعالى وقال :{ الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْءانَ}

وقيل : مدنية نزلت ، إذ أبى سهيل بن عمرو وغيره أن يكتب في الصلح :{ بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}

ومناسبة هذه السورة لما قبلها : أنه لما ذكر مقر المتقين في جنات ونهر عند مليك مقتدر ، ذكر شيئاً من آيات الملك وآثار القدرة ، ثم ذكر مقر الفريقين على جهة الإسهاب ، إذ كان في آخر السورة ذكره على جهة الاختصار والإيجاز . ولما ذكر قوله :{ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ } ، فأبرز هاتين الصفتين بصورة التنكير ، فكأنه قيل : من المتصف بذلك ؟ فقال :{ الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْءانَ } ، فذكر ما نشأ عن صفة الرحمة ، وهو تعلى م القرآن الذي هو شفاء للقلوب . والظاهر أن { الرَّحْمَنُ } مرفوع على الابتداء ، { وَعَلَّمَ الْقُرْءانَ } خبره .

وقيل :{ الرَّحْمَنُ } آية بمضمر ، أي اللّه الرحمن ، أو الرحمن ربنا ، وذلك آية ؛ و { عَلَّمَ الْقُرْءانَ } استئناف إخبار . ولما عدّد نعمه تعالى ، بدأ من نعمه بما هو أعلى رتبها ، وهو تعليم القرآن ، إذ هو عماد الدين ونجاة من استمسك به .

﴿ ٢