سورة الحديد

قال النقاش وغيره : هذه السورة مدنية بإجماع من المفسرين . وقال غيره ، كالزمخشري : هي مكية . و

قال ابن عطية : لا خلاف ، إن فيها قرآناً مدنياً ، لكن يشبه صدرها أن يكون مكياً .

ومناسبة أول هذه السورة لآخر ما قبلها واضحة ، لأنه تعالى أمر بالتسبيح ، ثم أخبر أن التسبيح المأمور به قد فعله والتزمه كل من في السموات والأرض ، وأتى سبح بلفظ الماضي ، ويسبح بلفظ المضارع ، وكله يدل على الديمومة والاستمرار ، وإن ذلك ديدن من في السموات والأرض .

١

سبح للّه ما . . . . .

والتسبيح هنا عند الأكثرين بمعنى التنزيه المعروف في قولهم : سبحان اللّه ، فقيل : هو حقيقة في الجميع ،

وقيل : فيمن يمكن التسبيح منهم ،

وقيل : مجاز ، بمعنى : أن أثر الصنعة فيها ينبه الرائي على التسبيح .

وقيل : التسبيح هنا الصلاة ، ففي الجماد بعيد ، وفي الكافر سجود ظله صلاته ، وفي المؤمن ذلك سائغ ، واللام في {للّه } ، إما أن تكون بمنزلة اللام في : نصحت لزيد ، يقال : سبح اللّه ، كما يقال ؛ نصحت زيداً ، فجيء باللام لتقوية وصول الفعل إلى المفعول ؛

وإما أن تكون لام التعليل ، أي أحدث التسبيح لأجل اللّه ، أي لوجهه خالصاً .

﴿ ١