٣

هو الأول والآخر . . . . .

{هُوَ الاْوَّلُ } : الذي ليس لوجوده بداية مفتتحة ، { وَالاْخِرُ } : أي الدائم الذي ليس له نهاية منقضية .

وقيل : الأول الذي كان قبل كل شيء ، والآخر الذي يبقى بعد هلاك كل شيء .{ وَالظَّاهِرُ } بالأدلة ونظر العقول في صفته ، { وَالْبَاطِنُ } لكونه غير مدرك بالحواس . وقال أبو بكر الورّاق : الأول بالأزلية ، والآخر بالأبدية .

وقيل :{ الظاهر } العالي على كل شيء ، الغالب له من ظهر عليه إذا علاه وغلبه ؛{ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ } : الذي بطن كل شيء ، أي علم باطنه .

وقال الزمخشري ؛

فإن قلت : فما معنى الواو ؟

قلت : الواو الأولى معناها الدلالة على أنه الجامع بين الصفتين

الأولية والآخرية ؛ والثانية على أنه الجامع بين الظهور والخفاء ؛

وأما الوسطى فعل أنه الجامع بين مجموع الصفتين الأوليين ومجموع الصفتين الأخريين . فهو المستمر الوجود في جميع الأوقات الماضية والآتية ، وهو في جميعها ظاهر وباطن . جامع الظهور بالأدلة والخفاء ، فلا يدرك بالحواس ؛ وفي هذا حجة على من جوز إدراكه في الآخرة بالحاسة . انتهى ، وفيه دسيسة الاعتزال .

﴿ ٣