١٧

ألم يأن للذين . . . . .

عن عبد اللّه : ملت الصحابة ملة ، فنزلت { أَلَمْ يَأْنِ}

وعن ابن عباس : عوتبوا بعد ثلاث عشرة سنة .

وقيل : كثر المزاح في بعض شباب الصحابة فنزلت .

وقرأ الجمهور :{ الم } ؛ والحسن وأبو السمال : ألما . والجمهور :{ يَأْنِ } مضارع أنى حان ؛ والحسن : يئن مضارع أن حان أيضاً ، والمعنى : قرب وقت الشيء .{ أَن تَخْشَعَ } : تطمئن وتخبت ، وهو من عمل القلب ، ويظهر في الجوارح . وفي الحديث : { أول ما يرفع من الناس الخشوع} .{ لِذِكْرِ اللّه } : أي لأجل ذكر اللّه ، كقوله :{ إِذَا ذُكِرَ اللّه وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} قيل :أو لتذكير اللّه إياهم .

وقرأ الجمهور : وما نزل مشدداً ؛ ونافع وحفص : مخففاً ؛ والحجدري وأبو جعفر والأعمش وأبو عمرو في رواية يونس ، وعباس عنه : مبنياً للمفعول مشدداً ؛ وعبد اللّه : أنزل بهمزة النقل مبنياً للفاعل . والجمهور :{ وَلاَ يَكُونُواْ } بياء الغيبة ، عطفاً على { أَن تَخْشَعَ } ؛ وأبو حيوة وابن أبي عبلة وإسماعيل عن أبي جعفر ، وعن شيبة ، ويعقوب وحمزة في رواية عن سليم عنه : ولا تكونوا على سبيل الالتفات ، إما نهياً ،

وإما عطفاً على { أَن تَخْشَعَ}{ كَالَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلُ } ، وهم معاصرو موسى عليه السلام من بني إسرائيل . حذر المؤمنون أن يكونوا مثلهم في قساوة القلوب ، إذ كانوا إذا سمعوا التوراة رقوا وخشعوا ، { فَطَالَ عَلَيْهِمُ الاْمَدُ } : أي انتظار الفتح ، أو انتظار القيامة .

وقيل : أمد الحياة .

وقرأ الجمهور : الأمد مخفف الدال ، وهي الغاية من الزمان ؛ وابن كثير : بشدها ، وهو الزمان بعينه الأطول .{ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } : صلبت بحيث لا تنفعل للخير والطاعة .

{فَانظُرْ إِلَىءاثَارِ رَحْمَةِ } : يظهر أنه تمثيل لتليين القلوب بعد قسوتها ، ولتأثير ذكر اللّه فيها . كما يؤثر الغيث في الأرض فتعود بعد إجدابها مخصبة ، كذلك تعود القلوب النافرة مقبلة ، يظهر فيها أثر الطاعات والخشوع .

﴿ ١٧