٢١

سابقوا إلى مغفرة . . . . .

ولما ذكر تعالى ما في الآخرة من المغفرة ، أمر بالمسابقة إليها ، والمعنى : سابقوا إلى سبب مغفرة ، وهو الإيمان وعمل الطاعات . وقد مثل بعضهم المسابقة في أنواع ؛ فقال عبد اللّه : كونوا في أول صفة في القتاد . وقال أنس : اشهدوا تكبيرة

الإحرام مع الإمام . وقال علي : كن أول داخل في المسجد وآخر خارج . واستدل بهذا السبق على أن أول أوقات الصلوات أفضل ، وجاء لفظ سابقوا كأنهم في مضمار يجرون إلى غاية مسابقين إليهم . { عَرْضُهَا } : أي مساحتها في السعة ، كما قال : فذو دعاء عريض ، أو العرض خلاف الطول . فإذا وصف العرض بالبسطة ، عرف أن الطول أبسط وأمد .{ أُعِدَّتْ } : يدل على أنها مخلوقة ، وتكرر ذلك في القرآن يقوي ذلك ، والسنة ناصة على ذلك ، وذلك يرد على المعتزلة في قولهم : إنها الآن غير مخلوقة وستخلق .{ ذالِكَ } : أي الموعود من المغفرة والجنة ، { فَضَّلَ اللّه } : عطاؤه ، { يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء } : وهم المؤمنون .

﴿ ٢١