٢

يا أيها الذين . . . . .

المرصوص ، قال الفرّاء والقاضي منذر بن سعيد : هو المعقود بالرصاص . وقال المبرد : رصصت البناء : لاءمت بين أجزائه وقاربته حتى يصير كقطعة واحدة ، قال الراعي : ما لقي البيض من الحرقوص

بفتح باب المغلف المرصوص

الحرقوص : دويبة تولع بالنساء الأبكار ،

وقيل : هو من الترصيص ، وهو انصمام الأسنان .

هذه السورة مدنية في قول الجمهور ، ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة وقتادة . وقال ابن يسار : مكية ، وروى ذلك أيضاً عن ابن عباس ومجاهد . وسبب نزولها قول المنافقين للمؤمنين : نحن منكم ومعكم ، ثم يظهر من أفعالهم خلاف ذلك ؛ أو قول شباب من المسلمين : فعلنا في الغزو كذا ولم يفعلوا ؛ أو قول ناس : وددنا أن نعرف أحب الأعمال إلى ربنا حتى نعنى فيه ، ففرض الجهاد ؛ وأعلم تعالى بحب المجاهدين ، فكرهه قوم وفر بعضهم يوم أحد ، فنزلت ، أقوال .

الأول : لابن زيد ،

والثاني : لقتادة ، و

الثالث : لابن عباس وأبي صالح .

ومناسبتها لآخر السورة قبلها ، أن في آخر تلك :{ رَّحِيمٌ يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَوَلَّوْاْ قوْماً غَضِبَ اللّه عَلَيْهِمْ } ، فاقتضى ذلك إثبات العداوة بينهم ، فحض تعالى على الثبات إذا لقي المؤمنون في الحرب أعداءهم . والنداء ب { ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ } ، إن كان للمؤمنين حقيقة ، فالاستفهام يراد به التلطف في العتب ، وإن كان للمنافقين ، فالمعنى { ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ } : أي بألسنتهم ، والاستفهام يراد به الإنكار والتوبيخ وتهكم بهم في إسناد الإيمان إليهم ، ولم يتعلق بالفعل وحده . ووقف عليه بالهاء أو بسكون الميم ، ومن سكن في الوقف فلإجرائه مجرى الوقف ،

﴿ ٢