٦

وإذ قال عيسى . . . . .

ولما ذكر شيئاً من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل ، ذكر أيضاً شيئاً من قصة عيسى عليه السلام . وهناك قال : { عَلَيْهِ قَوْمٌ } لأنه من بني إسرائيل ، وهنا قال عيسى :{ مَعِىَ بَنِى إِسْراءيلَ } من حيث لم يكن له فيهم أب ، وإن كانت أمه منهم . ومصدقاً ومبشراً : حالان ، والعامل رسول ، أي مرسل ، ويأتي واسمه جملتان في موضع الصفة لرسول أخبر أنه مصدق لما تقدم من كتب اللّه الإلهية ، ولمن تأخر من النبي المذكور ، لأن التبشير بأنه رسول تصديق لرسالته . وروي أن الحواريين قالوا : يا رسول اللّه هل بعدنا من أمة ؟ قال : { نعم ، أمة أحمد صلى اللّه عليه وسلم ، حكماء علماء أبرار أتقياء ، كأنهم من الفقه أنبياء يرضون من اللّه باليسير من الرزق ، ويرضى اللّه منهم بالقليل من العمل} . وأحمد علم منقول من المضارع للمتكلم ، أو من أحمد أفعل التفضيل ، وقال حسان : صلى الإله ومن يحف بعرشه

والطيبون على المبارك أحمد

وقال القشيري : بشر كل نبي قومه بنبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم ، واللّه أفرد عيسى بالذكر في هذا الموضع لأنه آخر نبي قبل نبينا صلى اللّه عليه وسلم ، فبين أن البشارة به عمت جميع الأنبياء واحداً بعد واحد حتى انتهت إلى عيسى عليه السلام . والظاهر أن الضمير المرفوع في { جَاءهُمُ } يعود على عيسى لأنه المحدث عنه .

وقيل : يعود على أحمد . لما فرغ من كلام عيسى ، تطرق إلى الإخبار عن أحمد صلى اللّه عليه وسلم ، وذلك على سبيل الإخبار للمؤمنين ، أي فلما جاء المبشر به هؤلاء الكفار بالمعجزات الواضحة قالوا :{ هَاذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ}

وقرأ الجمهور : سحر ، أي ما جاء به من البينات .

وقرأ عبد اللّه وطلحة والأعمش وابن وثاب : ساحر ، أي هذا الحال ساحر .

﴿ ٦