٨يريدون ليطفئوا نور . . . . . {يُرِيدُونَ } الآية : تقدم تفسير نظيرها في سورة التوبة . وقال الزمخشري : أصله : { يُرِيدُونَ أَن } ، كما جاء في سورة براءة ، وكأن هذه اللام زيدت مع فعل الإرادة تأكيداً له لما فيها من معنى الإرادة في قولك : جئتك لأكرمك ، كما زيدت اللام في : لا أبا لك ، تأكيداً لمعنى الإضافة في : لا أبا لك . انتهى . وقال نحوه ابن عطية ، قال : واللام في قوله :{ ليطفؤا } لام مؤكدة ، دخلت على المفعول لأن التقدير : يريدون أن يطفؤا ، وأكثر ما تلزم هذه اللام المفعول إذا تقدم ، تقول : لزيد ضربت ، ولرؤيتك قصرت . انتهى . وما ذكره ابن عطية من أن هذه اللام أكثر ما تلزم المفعول إذا تقدم ليس بأكثر ، بل الأكثر : زيداً ضربت ، من : لزيد ضربت . وأما قولهما إن اللام للتأكيد ، وإن التقدير أن يطفؤا ، فالإطفاء مفعول { إِن يُرِيدُونَ } ، فليس بمذهب سيبويه والجمهور . وقال ابن عباس وابن زيد : هنا يريدون إبطال القرآن وتكذيبه بالقول . وقال السدي : يريدون دفع الإسلام بالكلام . وقال الضحاك : هلاك الرسول صلى اللّه عليه وسلم بالأراجيف . وقال ابن بحر : إبطال حجج اللّه بتكذيبهم . وعن ابن عباس : سبب نزولها أن الوحي أبطأ أربعين يوماً ، فقال كعب بن الأشرف : يا معشر يهود أبشروا ، اطفأ اللّه نور محمد فيما كان ينزل عليه وما كان ليتم نوره ، فحزن الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، فنزلت واتصل الوحي . وقرأ العربيان ونافع وأبو بكر والحسن وطلحة والأعرج وابن محيصن :{ مُّتُّمْ } بالتنوين ، { نُورِهِ } بالنصب ؛ وباقي السبعة والأعمش : بالإضافة . |
﴿ ٨ ﴾